responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 205

و فی وجوده و حرکته و سکونه حکم و مصالح لا تحصی.
و کل ذلک مجاری التفکر و التدبر لتحصیل المعرفة و البصیرة بخالقها الحکیم و موجدها القیوم العلیم، إذ کلها شواهد عدل و بینات صدق علی وحدانیته و حکمته و کمال کبریائه و عظمته، فمن قدم قدم حقیقته، و دار عالم الوجود و فتح عین بصیرته، و شاهد مملکة ربه الودود، لظهر له فی کل ذرة من ذرات الخلق عجائب حکمة و غرائب قدرة، بهر منها عقله و وهمه، و حسر دونها لبه و فهمه.
ثم لا ریب فی أن طبقات العوالم المنتظمة المرتبة علی النحو الأصلح و النهج الأحسن بأمر موجدها الحکیم و مدبرها العلیم، مبتدأة فی الصدور من الأشرف فالأشرف، حتی ینتهی إلی أسفل العوالم و أخسها، و هو عالم الأرض بما فیه، و کل عالم أسفل لا قدر له بالنسبة إلی ما فوقه، فلا قدر للأرض بالنظر إلی عالم الجو، و لا للجو بالقیاس إلی عالم السماوات، و لا للسماوات بالنسبة إلی عالم المثال، و لا للمثال بالنظر إلی عالم الملکوت، و لا للملکوت بالقیاس إلی الجبروت، و لا للجمیع بالنسبة إلی ما لا سبیل لنا إلی درکه تفصیلا و إجمالا من عوالم الألوهیة، کما ظهر لعلماء الطبیعة و أهل الرصد و الهندسة، و وضح لأرباب المکاشفة و العرفان و أصحاب المشاهدة و العیان.
ثم أخس العوالم الذی عرفت حاله- أعنی الأرض- لا قدر لما علی ظهرها من الحیوان و النبات و الجماد، بالنظر إلی نفسها، و لذا یفسد من أدنی تغیر لها جل ما علیها، و لکل جنس مما علیها أنواع و أقسام و أصناف غیر متناهیة. و أضعف أنواع الحیوان البعوضة و النحل و أشرف أنواعه الإنسان فنحن نشیر إلی نبذة یسیرة من الحکم و العجائب المودعة فیها، و کیفیة التفکر فیها، لیقاس علیها البواقی إجمالا. فإن بیان مجاری التفکر
اسم الکتاب : جامع السعادات المؤلف : النراقي، المولى محمد مهدي    الجزء : 1  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست