اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله الجزء : 1 صفحة : 150
المطلب الأول
معنی قوله علیه السلام بینا أنت أنت صرنا نحن نحن اعلم أن الغرض من قوله علیه السلام : " بینا أنت أنت صرنا نحن نحن " بعد ما تذکرت من تحقیق معنی هذا الترکیب هو أن الذات الأحدیة کان حیث لا جهة فیه ولا جهة ، ولا حیث ولا حیث ، ولا اسم ولا رشم ، ولا نعت ولا وصف ، ولا حمل ولا وضع ، ولا إشارة ولا عبارة ، بل کان هو من دون أن یقال : هو هو بالتکریر ، وهی المرتبة اللائقة بالأحدیة الحقة الصرفة ، تعالی کبریاء ذاته عن وصمة الکثرة حتی من اعتبار الجهة والحیثیة ، بل قاطبة تلک الکثرات الأسمائیة والصفاتیة فإنها بعد الذات بمراتب ، ویتباعد عنها تباعد الأرض والسماوات بسیاسب . وبالجملة : لما کان فی مرتبة الأحدیة هکذا وکانت ذاته ذاتا لا علامة ، نظر سبحانه إلی نفسه ورأی ذاته بأنه هو ، انبجست منه الأشیاء کلها وتسبب وجود الحقائق بقضها وقضیضها ، وتصیرت الذوات کبیرها وصغیرها ، وتذوتت الماهیات عظیمها وحقیرها دفعة سرمدیة خارجة عن الکیفیة والحیثیة متعالیة عن الفکرة والرویة ، مقدسة عن أن یشذ منها شئ صغیرا کان أو کبیرا أو یعزب عنها مثقال ذرة فی الأرض والسماء ، وهذا هو معنی
اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله الجزء : 1 صفحة : 150