responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 137

سیاله بذاتها من دون میعان بل فی جمود ، ومتحرکة بنفسها مع کونها ثابتة
فی ذاتها ، کما قال عز من قائل : ( وتری الجبال تحسبها جامدة وهی تمر مر السحاب
صنع الله الذی أتقن کل شئ ) [1] .
أما معنی کونها سیالة متحرکة بذاتها فهو أن الحرکة من لوازمها
من حیث قابلیتها واستعدادها الذاتی ، لأن تحرکها النفسی تحریکها
کانت الصورة نفس التجدد والسیلان کما ساق إلیه البرهان [2] ولیست الحرکة فی
الأحوال فحسب ، وإن کانت التغیرات العرضیة وبحسب الأحوال لازمة للتغیرات
الذاتیة وکواشف عنها ، وثبوت الذات فی الحقائق التی بحسب ذاتها واقعة تحت
تصرف الزمان غیر جائز علی شریعة الحکمة والبرهان ، کما أوضح سبیله بأتم بیان
وأصح تبیان فی الکتاب الحکیم والقرآن المحکم القویم ، حیث نسب جمود الجبال -
التی هی أوضح مصادیق الطبیعة الجسمیة - وثبوتها إلی الزعم والحسبان ، وأثبت
الحرکة والمرور والسیلان لها مؤکدا باسمیة الجملة وحالیتها مع إتیان المسند بالفعل
المضارع الدال علی التغیر التجددی والسیلان الاتصالی ، وأوضحه بالتمثیل بمرور
السحاب فی الحس الذی کان متصل الحرکة ودائم السیلان .
ولیس فی هذه الرسالة المختصرة الموضوعة للرمز والإشارة مجال بیان هذه
الحقائق وتفصیلها ، ولم تحضرنی الرسالة [3] التی ذکرها حتی أتصدی للحکومة بین
هذا العارف الکامل وذلک الفیلسوف المتأله [4] رضی الله عنهما وإن کانت الحکومة
بینهما خارجة عن وسعی مع قصور الباع وقلة الاطلاع .
[1]النمل : 88 .
[2]الأسفار 3 : 80 وما بعدها .
[3]وهی رسالة مرقاة الأسرار .
[4]هو الفیض الکاشانی قدس سره .
اسم الکتاب : التعلیقه علی الفوائد الرضویه المؤلف : الخميني، السيد روح الله    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست