responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء المؤلف : الطباخ، محمد راغب    الجزء : 1  صفحة : 429

قال ابن الأثیر: و من عجائب ما یحکی فی هذه الحادثة أن الخبر لما وصل بقصد الروم شیزر قام الأمیر مرشد بن علی أخو صاحبها و هو ینسخ مصحفا فرفعه بیده و قال:
اللهم بحق من أنزلته علیه إن قضیت بمجی‌ء الروم فاقبضنی إلیک. فتوفی بعد أیام و نزل الروم بعد وفاته.
قال فی الروضتین: لما وصل الروم و الفرنج إلی الشام ورأوا الأمر قد فات أرادوا جبر مصیبتهم بمنازلة بعض بلاد المسلمین، فنازلوا حلب و حصروها فلم یر الشهید أن یخاطر بالمسلمین و یلقاهم لأنهم کانوا فی جمع عظیم، فانحاز عنهم و نزل (فی بزاعة) قریبا منهم یمنع عنهم المیرة و یحفظ أطراف البلاد من انتشار العدو فیها و الإغارة علیها، و أرسل القاضی کمال الدین بن الشهرزوری إلی السلطان مسعود ینهی إلیه الحال بأمر البلاد و کثرة العدو، و یطلب منه النجدة و إرسال العساکر، فقال له کمال الدین: أخاف أن تخرج البلاد من أیدینا و یجعل السلطان هذا حجة و ینفذ العساکر، فإذا توسطوا البلاد ملکوها، فقال الشهید: إن هذا العدو قد طمع فیّ و إن أخذ حلب لم یبق بالشام إسلام، و علی کل حال فالمسلمون أولی بها من الفرنج، قال: فلما وصلت إلی بغداد و أدیت الرسالة وعدنی السلطان بإنفاذ العساکر و أنا أخاطب فلا أزاد علی الوعد، قال: فلما رأیت عدم اهتمام السلطان بهذا الأمر العظیم أحضرت فلانا و هو فقیه و کان ینوب عنه فی القضاء فقلت: خذ هذه الدنانیر و فرقها فی جماعة من أوباش بغداد و الأعاجم، و إذا کان یوم الجمعة و صعد الخطیب المنبر بجامع القصر قاموا و أنت معهم و استغاثوا بصوت واحد وا إسلاماه وا دین محمداه، و یخرجون من الجامع و یقصدون دار السلطنة مستغیثین، ثم وضعت إنسانا آخر یفعل مثل ذلک فی جامع السلطان. فلما کانت الجمعة و صعد الخطیب المنبر قام ذلک الفقیه و شق ثوبه و ألقی عمامته عن رأسه و صاح، و تبعه أولئک النفر بالصیاح و البکاء فلم یبق بالجامع إلا من قام یبکی و بطلت الجمعة، و سار الناس کلهم إلی دار السلطان، و قد فعل أولئک الذین بجامع السلطان مثلهم، فاجتمع أهل بغداد و کل من بالعساکر عند دار السلطان یبکون و یصرخون و یستغیثون، و خرج الأمراء عن الضبط و خاف السلطان فی داره و قال: ما الخبر؟ فقیل له: إن الناس قد ثاروا حیث لم ترسل العساکر إلی الغزاة، فقال:
أحضروا ابن الشهرزوری، قال: فحضرت عنده و أنا خائف منه إلا أننی قد عزمت علی
اسم الکتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء المؤلف : الطباخ، محمد راغب    الجزء : 1  صفحة : 429
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست