اسم الکتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء المؤلف : الطباخ، محمد راغب الجزء : 1 صفحة : 404
سادس
عشر ربیع الآخر و کسر البرسقی کسرة عظیمة و استشهد جماعة من المسلمین من
السوقة و العامة، و لم یقتل من الأمراء و المقدمین أحد. و وصل آقسنقر
البرسقی سالما إلی حلب و أقام علی قنسرین أیاما و تفرقت العساکر إلی بلدهم،
و وصل أمیر حاجب صارم الدین بابک بن طلماس فولاه البرسقی حلب و بلدها و
عزل عنها سوتکین والیا کان ولاه. و وقعت الهدنة بین البرسقی و الفرنج
علی أن یناصفهم فی جبل السماق و غیره مما کان بأیدی الفرنج. و سار البرسقی
إلی الموصل فلم یزل الفرنج یعللون الشحن و المقطعین بالمحال فی مغلّ ما
وقعت الهدنة علیه العشرین من شعبان من السنة. و سار بغدوین إلی بیت
المقدس و الرسول خلفه یعلمه بأن الفرنج لا یمکنون أحدا من رفع شیء من
الصیافی و أخذ بعض متصرفی المسلمین بعض ارتفاع من الأماکن و الهدنة علی
حالها، فتجمع الفرنج و نزلوا رفنیة، و خرج شمس الخواص صاحبها طالبا آقسنقر
البرسقی مستصرخا به، و سلمها إلیهم ولده المستخلف فیها فی آخر صفر من سنة
عشرین و خمسمائة. و قصدوا بلد حمص فشعثوه فجمع البرسقی العساکر وحشد و سار
نحو الشام لحربهم حتی وصل الرقة أواخر شهر ربیع الآخر، و سار إلی أن نزل
بالنقرة علی الناعورة فی الشهر المذکور و أقام بها أیاما و الفرنج
یراسلونه، فراسله جوسلین علی أن یکون الضیاع ما بین عزاز و حلب مناصفة و أن
یکون الحرب بینهما علی غیر ذلک فاستقر هذا الأمر. و کان بدر الدولة
سلیمان بن عبد الجبار و سر باریک ابن عمه قد توجه مع جماعة من الترکمان إلی
المعرة فأوقعوا بعسکر الفرنج و قتل المسلمون منهم مائة و خمسین و أسروا
جفری بلنک صاحب بسرفوث من جبل بنی علیم و أودع فی سجن حلب، و کان قد سیر
البرسقی ولده عز الدین مسعودا منجدا لصاحب حمص، فاندفع الفرنج عنها فعاد عز
الدین إلی والده فترکه بحلب و عزل بابک عن ولایتها و ولاها کافورا الخادم
إلی أن ینظر فیمن یولیه إیاها ولایة مستقلة. و رحل قسیم الدولة إلی
الأثارب فی الثامن من جمادی الآخرة من سنة عشرین و سیر بابک بن طلماس فی
جماعة من العسکر و النقابین إلی حصن الدیر المجدد فوق سرمد ففتحه سلما و
قتل من الخیّالة بعد ذلک خمسین فارسا، و نهب العسکر الغلال و الفلاحین من
سائر البلد الذی وصلت الغارات إلیه و رفعوا الغلة جمیعها إلی حلب و زحفوا
إلی قلعة الأثارب
اسم الکتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء المؤلف : الطباخ، محمد راغب الجزء : 1 صفحة : 404