اسم الکتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء المؤلف : الطباخ، محمد راغب الجزء : 1 صفحة : 335
المملکة،
فسار فی عدد کثیر منهم إیلغازی بن أرتق، و کان قد سار إلی تتش فترکه عند
ابنه رضوان و منهم الأمیر وثاب بن محمود بن صالح بن مرداس و غیرهما، فلما
قارب هیت بلغه قتل أبیه فعاد إلی حلب و معه والدته فملکها و کان بها أبو
القاسم الحسن بن علی الخوارزمی قد سلمها إلیه تتش و حکمه فی البلد و القلعة
و لحق برضوان زوج أمه جناح الدولة الحسین ابن إیتکین، و کان مع تتش فسلم
من المعرکة، و کان مع رضوان أخواه الصغیران أبو طالب و بهرام و کانوا کلهم
مع أبی القاسم کالأضیاف لتحکمه فی البلد، و استمال جناح الدولة المغاربة و
کانوا أکثر جند القلعة، فلما انتصف اللیل نادوا بشعار الملک رضوان و
احتاطوا علی أبی القاسم و أرسل إلیه رضوان یطیب قلبه، فاعتذر فقبل عذره و
خطب لرضوان علی منابر حلب و أعمالها و لم یکن یخطب له، بل کانت الخطبة
لأبیه بعد قتله نحو شهرین، و سار جناح الدولة فی تدبیر المملکة سیرة حسنة و
خالف علیهم الأمیر باغیسیان بن محمد ابن آلب الترکمانی صاحب أنطاکیة ثم
صالحهم و أشار علی الملک رضوان بقصد دیار بکر لخلوها من وال یحفظها، فساروا
جمیعا و قدم علیهم أمراء الأطراف الذین کان تتش رتبهم فیها و قصدوا سروج
فسبقهم إلیها الأمیر سقمان بن أرتق جد أصحاب الحصن الیوم و أخذها و منعهم
عنها، و أمر أهل البلد فخرجوا إلی رضوان و تظلموا إلیه من عساکره و ما
یفسدون من غلامهم و یسألونه الرحیل، فرحل عنهم إلی الرها، و کان رجل من
الروم یقال له الفارقلیط و کان یضمن البلد من بوزان فقاتل المسلمین بمن معه
و احتمی بالقلعة و شاهدوا من شجاعته ما کانوا لا یظنونه، ثم ملکها رضوان و
طلب باغیسیان القلعة من رضوان فوهبها له فتسلمها و حصنها و رتب رجالها، و
أرسل إلیهم أهل حران یطلبونهم لیسلموا إلیهم حران فسمع ذلک قراجة أمیرها
فاتهم ابن المفتی و کان هذا ابن المفتی قد اعتمد علیه تتش فی حفظ البلد،
فأخذه و أخذ معه بنی أخیه فصلبهم، و وصل الخبر إلی رضوان، و قد اختلف جناح
الدولة و بغیسیان و أضمر کل واحد منهما الغدر بصاحبه، فهرب جناح الدولة إلی
حلب فدخلها و سار رضوان و باغیسیان فعبر الفرات إلی حلب فسمعوا بدخول جناح
الدولة إلیها، ففارق باغیسیان الملک رضوان و سار إلی أنطاکیة و معه أبو
القاسم الخوارزمی و سار رضوان إلی حلب.
اسم الکتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء المؤلف : الطباخ، محمد راغب الجزء : 1 صفحة : 335