اسم الکتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء المؤلف : الطباخ، محمد راغب الجزء : 1 صفحة : 140
الإنسان
أن یجن فی السنة مرة، و کان من أشد الناس غیرة لا یدخل قصره غیره، و کان
فی القصر کوی یطرح لنسائه منها ما یحتجن إلیه، قالوا: و لیلة زفت إلیه
امرأته أمر بالبرذون الذی رکبته فذبح و أحرق سرجه لئلا یرکبه ذکر بعدها. و
قال ابن شبرمة: أصلح اللّه الأمیر من أشجع الناس؟ قال: کل قوم فی إقبال
دولتهم، و کان أقل الناس طمعا و أکثرهم طعاما، و لما حج نادی فی الناس:
برئت الذمة ممن أوقد نارا، فکفی العسکر و من معه أمر طعامهم و شرابهم فی
ذهابهم و إیابهم و منصرفهم، و هربت الأعراب فلم یبق فی المناهل منهم أحد
لما کانوا یسمعونه من سفکه الدماء، قتل فی دولته ستمایة ألف صبرا فقیل لعبد
اللّه بن المبارک: أبو مسلم خیر أم الحجاج؟ قال: لا أقول إن أبا مسلم کان
خیرا من أحد و لکن الحجاج کان شرا منه. و کانت ولادته فی سنة مائة للهجرة، و
کان أول ظهوره بمرو سنة تسع و عشرین و مایة، و کان السفاح کثیر التعظیم
لأبی مسلم لما صنعه و دبره، و کان أبو مسلم عند ذلک ینشد فی کل وقت: أدرکت بالحزم و الکتمان ما عجزتعنه ملوک بنی مروان إذ حشدوا ما زلت أسعی بجهدی فی دمارهمو القوم فی غفلة بالشام قد رقدوا حتی طرقتهم بالسیف فانتبهوامن نومة لم ینمها قبلهم أحد و من رعی غنما فی أرض مسبعةو نام عنها تولّی رعیها الأسد و
لما مات السفاح فی ذی الحجة سنة ست و ثلاثین و مائة و تولی الخلافة أخوه
أبو جعفر و هو بمکة صدرت من أبی مسلم أسباب و قضایا غیرت قلب المنصور علیه
فعزم علی قتله، و بسط المؤرخون الأسباب التی اتخذها إلی أن ظفر به و قتله،
قال ابن خلکان: و کان قتله فی شعبان سنة سبع و ثلاثین و مائة برومیة
المدائن. قال ابن الأثیر: و کان أبو مسلم نازکا شجاعا ذا رأی و عقل و
تدبیر و حزم و مروءة، و قیل له: بم نلت ما أنت فیه من القهر للأعداء؟ فقال:
ارتدیت الصبر و آثرت الکتمان و حالفت الأحزان و الأشجان و سامحت المقادیر و
الأحکام حتی بلغت غایة همتی و أدرکت نهایة بغیتی، ثم أنشد الأبیات
المتقدمة. و قال أیضا: إن أبا مسلم ورد نیسابور علی حمار بإکاف و لیس
معه آدمی فقصد فی بعض اللیالی دار الفاذوسیان فدق علیه الباب ففزع أصحابه و
خرجوا إلیه فقال لهم: قولوا
اسم الکتاب : اعلام النبلاء بتاریخ حلب الشهباء المؤلف : الطباخ، محمد راغب الجزء : 1 صفحة : 140