اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 191
..........بالطهور
فیهما أضف إلی ذلک ضعف سندها بالإرسال، و ما ذکر فی السرائر [1] من
الاتفاق علی نقله لعله راجع إلی نقل المضمون و أن أی ماء بالتغیر محکوم
بالنجاسة کما لا یخفی. أقول: یمکن الجواب بأن الآیة الثانیة تدل علی
مطهریة الماء من الخبث أیضاً حیث إن الجنابة لا تنفک عن الخبث، و ظاهر ما
ورد فی کیفیة الاغتسال من الجنابة من غسل البدن مما أصابه من المنی، و غسل
الفرج قبل الاغتسال أن الاغتسال المشروع فی الشریعة من ابتداء التشریع کذلک
لا أنه تشریع آخر غیر التشریع الأول، و مما ذکر یظهر الوجه فی دلالة قوله
سبحانه «وَ إِنْ کُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا» [2] علی کون الماء طهوراً
بالإضافة إلی الحدث و الخبث، هذا کله بالإضافة إلی الآیات، و أما الروایات
فدلالتها علی کون مطلق الماء طاهراً مطهراً من الحدث و الخبث ظاهرة. ففی
صحیحة محمد بن حمران و جمیل بن دراج عن أبی عبد اللّه علیه السلام «إن
اللّٰه جعل التراب طهوراً کما جعل الماء طهوراً» [3] و ذکر التراب قرینة
واضحة علی أن المراد الطهور الحکمی، بل التعرض لکون الماء طهوراً خارجیاً
شبیه بقولنا: السماء فوقنا، و محمد بن حمران هو النهدی الثقة علی ما بینا
فی محله و لم یعلم للصدوق قدس سره إلی الکتاب المشترک بینه و بین جمیل إلّا
طریق واحد و هو صحیح، و فی صحیحة داود بن فرقد عن أبی عبد اللّه علیه
السلام قال: «کان بنو إسرائیل إذا أصاب أحدهم [1] السرائر 1: 64. [2] سورة المائدة: الآیة 6. [3] وسائل الشیعة 1: 133، الباب الأول من أبواب الماء المطلق، الحدیث الأول.
اسم الکتاب : تنقیح مبانی العروه - الطهارة المؤلف : التبريزي، الميرزا جواد الجزء : 1 صفحة : 191