responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 95

و قصرت دون بلوغ صفته اوهام الخلائق‌

لمّا ذكر عليه السلام انّه تعالى لا يدركه الأبصار، أشار إلى عدم إدراك أوهام القلوب إيّاه بأبلغ وجه حيث نفي إدراك الأوهام لبلوغ صفته، فكيف من الوصول إلى جناب كبريائه! فالخائضون في صفاته بأنّها عين الذّات أو قائمة بها أو بأنفسها كلّهم عادلون باللّه و ملحدون في أسمائه و ما قدروا اللّه حقّ قدره و ما عرفوه حق معرفته! و إنّما التي وصف بها نفسه عزّ شأنه هي بالنسبة إلينا «صفات إقرار» لا «صفات إحاطة» حتى يمكن فيها النزاع بالزيادة و العينيّة.

[وجه أوّليته تعالى و آخريته‌]

الأوّل قبل كلّ شي‌ء و الآخر بعد كلّ شي‌ء و لا يعدله شي‌ء

كلّ‌ [1] ما هو «أوّل» في الموجودات، فانّما يكتسب الأوليّة من اللّه سبحانه و كذا «الآخر»؛ إذ لو كان ذلك من أنفسها، لاستغنت عنه تعالى فيها و لا يستغني عنه شي‌ء في شي‌ء بل الأوليّة أوليّة به عزّ شأنه إذ الشيئيّة مستفادة منه فلا يتقدّم متقدّم إلّا باللّه و لا يتأخّر متأخر الّا به تعالى، فالأوّل و الآخر بالإطلاق هو اللّه سبحانه:

و البيان العرفانيّ لذلك، انّ كلّ واحد من الأشياء فله طرفان: أوّل و آخر.

فاللّه هو «الأوّل»، إذ هو مبدأ الوجود و هو «الآخر» إذ هو معاد كلّ شي‌ء فهو أول بعين ما هو آخر، و الّا لاختلفت‌ [2] فيه الجهات و ليست أوّليته بالنظر إلى شي‌ء هو آخر، و الّا لكان يعدله شي‌ء إذ المتضايفان متعادلان. فجملة «لا يعد له شي‌ء» بعد ذكر الأولية و الآخرية لذلك التّبيان؛ فاحتفظ بذلك فانّه من سحر البيان.

الظّاهر على كلّ شي‌ء بالقهر له‌


[1] . كلّ:- ن.

[2] . لاختلفت: اختلفت ن م.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 95
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست