responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 81

الخلق بصفاته و أفعاله:

أمّا انّه مباين بذاته عن الخلق، فلأنّه لو شاركهم فيها لكان هو أيضا مخلوقا تعالى اللّه عن ذلك كما هم كذلك، لأنّ كلّ ما يوجد في الخلق فهو مخلوق.

و أمّا بصفاته، فلأنّ الاشتراك في العارض يستلزم الاشتراك في الذّات كما دلّ عليه البرهان.

و أمّا بأفعاله، فلأنّ‌ [1] كل فاعل فإنّما يفعل باعتبار خصوصيّة له بالنظر إلى مفعوله، و الّا لكان صدور ذلك الشي‌ء عنه دون غيره ترجيحا من غير مرجّح و ذلك في الصناعة مثل ملكة الصّانعين بالنظر إلى صنائعهم حيث لم يصدر عمّن له ملكة الشّعر فعل الكتابة إلى غير ذلك، فلو ماثله شي‌ء في فعله لكان لذلك الشي‌ء تلك الخصوصيّة أيضا فيشتركان في الصفة و هي مستلزمة للاشتراك في الذّات، فيلزم التركيب فيها؛ فإذا كان هو سبحانه مباينا لكلّ شي‌ء فلا شي‌ء مثله، و لا يماثله شي‌ء في شي‌ء.

و اعلم، انّ معنى قوله: «لا شي‌ء كمثله»، انّه ليس في جنس شي‌ء من الأشياء مثله، فانتفت الشيئيّة عن مثله ف «الكاف» يحتمل الزيادة كما هو الظاهر، و يحتمل التشبيه: أي لا شي‌ء مثل مثله؛ و بذلك ينفي المثل بأبلغ طريق‌ [2]، لأنّه لو كان له مثل لكان هو مثل مثله، و قد حكم بأن لا شي‌ء مثل مثله، هذا خلف.

[انّه تعالى خلق الخلق للعبادة]

الّذي خلق الخلق لعبادته، و اقدرهم على طاعته بما جعل فيهم، فقطع عذرهم بالحجج، فعن بيّنة هلك من هلك، و عن بيّنة نجى من نجى.


[1] . فلأنّ: و لأنّ ن.

[2] . طريق: طرق م د.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست