اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 729
منها إشارة الى
تلك الحجب، و الواحدة الى النّفس الّتي هذه الحجب مراتب تنزّلاتها و دركات معاصيها
و قال بعض سادة أرباب العرفان [1] انّ قوله سبحانه: وَ لَقَدْ خَلَقْنا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرائِقَ وَ ما كُنَّا
عَنِ الْخَلْقِ غافِلِينَ[2] إشارة الى تلك المراتب»- انتهى.
أقول: لا عجب
في أن يعبّر عنها بالسّماوات، حيث نزلت النفس من سماء إطلاقها و عرش مرتبتها،
مارّة عليها الى أن انطبعت في أرض المادّة و تلبّست بالغواشي الهيولانيّة أو
لأنّها صارت في تلبّسها بواحدة من هذه المراتب السبعة الأنفسيّة، صارت مبدأ لجرم
سماويّ من السبعة الآفاقية على حسب مناسبة تلك المرتبة لجوهر هذه السماء و بذلك
حاذت الحجب النفسيّة تلك الأجرام السّماوية، أو لأنّ بين هذه الحجب و تلك الجواهر
مناسبة لا يعلمها الّا اللّه و الرّاسخون بحيث يكون السّالك الى اللّه في مجاهدته
كلّما خرق واحدا من الحجب النفسيّة، يصعد الى سماء يناسب ذلك الحجاب الى أن انتهى
الى ما شاء اللّه.
و لنفصّل
القول في بيان الحجب و تعدادها، ليكون بصيرة لمن سلكها فنقول:
من المستبين
مقرّه انّ النفس العقلية النورية لمّا صدرت من مبدعها التّام وقعت رؤيتها أوّل
مرّة على نفسها، فحسبت أنّها على شيء لأجل ما رأت في نفسها من جلائل النّعم الّتي
أودع فيها خالقها من أحكام الأسماء و أنوارها و من الّتي أعطاها البارئ القيّوم من
الأعوان و القوى لمعارضة الجهل و عساكرها على ما ورد في الخبر المروي لتفصيل جنود
العقل و الجهل على ما في الكافي [3] و هذه هي المرتبة الأولى من الحجب.
ثم لمّا نظرت
في نفسها و علمت انّها ذات مجملة لتفاصيل حقائق العالم،