responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 714

الطريق الّذي يشبه ذلك الموطن و يقع على المدرك الّذي من جنس هذا الموطن و تفصيل ذلك: انّ الكلام إذا صدر من اللّسان فإنّه لا يتجاوز السّمع الّذي هو من جنس مدرك اللّسان، و حينئذ يشترط توسّط هذا الهواء المحسوس الّذي من جنسهما [1]؛ و إذا صدر من الخيال و اكتسى لباس اللّفظ فانّه يرد بعد ما يقرع السّمع في مدرك الخيال فيتوسط هناك أوّلا الهواء المحسوس للإدراك السّمعي ثم الهواء الّذي من جنس الأرواح البخاريّة في فضاء الدّماغ للإدراك الخيالي؛ و إذا صدر من القلب متلبّسا بلباس اللّفظ، فانّه يسلك هذين الفضاءين الحسّيين أوّلا ثمّ يسير في الهواء الّذي يحار فيه القلوب من حيث يبتدي في السير من تخوم أرض الدّماغ الى حيث ينتهي الى فضاء العقل، حسبما يأخذ النفس من هذه القوى الدّماغية بالتقشير [2] من هذا الطريق و إن لم يكن متلبّسا بالتلفّظ فقد يتوسّط في إسماعه، هواء واحد، و منه: «إنّ روح القدس نفثت في روعي» و يسمّى ب «القذف في القلب» و قد يتوسّط هواءان و يسمّى ب «النّقر في الأسماع».

و أمّا الكلام السّري العقليّ فله طرق: فإن كان مع اللّفظ فيتوسط حينئذ الأهوية الثلاثة مع توسّط الهواء العقلي حيث لا حسّ و لا محسوس، و إن لم يكن مع اللّفظ فقد يتوسّط الثلاثة الّتي دون الهواء الحسّي، و قد يتوسّط اثنان و قد يكون واحدا و ذلك إذا لم يكن بين المتخاطبين أحد، و قد يكون فوق ذلك حيث يكون القائل و السّامع واحدا، و انت إذا تأملت بعين الاستبصار في أخبار النبوّات، وجدت لما حقّقنا إيماضات و إشارات و ناهيك هذه الوميضة هاهنا.

ثمّ اعلم انّ نداء إبراهيم لا محالة انّما كان بلسانه العقلي حيث كان ذلك بإذن اللّه و أمره سبحانه فإمّا مع مصاحبة اللفظ أو بدونها.


[1] . جنسهما: جنسها د.

[2] . بالتقشير: بالتقشر د.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 714
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست