responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 687

الموطن، وقع التقدير بعمارة الأرض لأجل أداء ذلك الفرض، و لا ريب انّ هذا انّما يتأتّى بنشف الرطوبة المائية عن ظهر الأرض و لذا صار- بسابق عنايته جلّ مجده- مركز الشّمس خارجا عن مركز الكلّ حتى قربت من ناحية الجنوب فجذبت الرطوبات الى ما هناك، فحصل البحر في هذه الناحية و انجرّ الماء من الشمال حيثما تمّت بالعمارة في الأرض، و نشأت فيها الحيوانات و ابتدأ ذلك فيما يقرب خطّ الإستواء لاستيلاء الحرارة الشمسيّة على تلك الآفاق في اكثر الفصول على النسبة الواحدة تقريبا؛ فلمّا طلعت شمس تلك الإرادة من سماء إطلاق مستوى الجسم الكلّي الّذي هو من وجه عرش اللّه العليّ، وافى لشروقها و طلوع نورها هذا الأفق الاعتدالي لهذه الجهة. و لقد عرفت من سوابق بياناتنا ان هذه الطبيعة مظهر الإرادة الإلهية، و أنّ «تكعّب العرش» عبارة عن الجهات الأربع التي لهذه الطبيعة فصار البيت مكعّبا لمحاذاته العرش الّذي قلنا، فانطبعت النقوش العالية و الصّور النوريّة في مرايا الحقائق السّافلة و سمّي كعبة لذلك الشكل و تلك المحاذاة، و لأنها وسط الدنيا كما في الخبر النبوي‌ [1] و نزيد ذلك بيانا و نقول:

قد عرفت انّ الجهات الأربع للطّبيعة التي هي مظهر الإرادة الإلهية:

منها، ما يحاذي بها شطرا لعقل الكلّ؛

و منها، ما لها بالنظر الى النفس؛

و منها، الجهة التي بالنظر الى نفسها؛

و منها، ما لها بالقياس الى الهيولى؛

فلمّا انعكست تلك الجهات النوريّة العلوية في مرآة أرض القابلية لظهور الأنوار الإلهية، تحقّقت الأركان الأربعة للكعبة المباركة؛


[1] . الذي مرّ في ص 684.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 687
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست