responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 661

من العالم الأعلى الى العالم الأسفل الأدنى، لمصلحة [1] يراها خالق الأنوار أو ذنب صدر [2] من هذا النّور في مجلس الأبرار، فسقط بذلك جناحه الّذي طار بها في عالم الأنوار، فهبط حتى ارتاش‌ [3]، فطار الى مقام الأسرار أو غير ذلك من العلل المذكورة في محلّها المرموزة عند أهلها؛ فمن المستبين أنّ هذا الهبوط و الظهور حركة نزولية من ذلك النّور تدريجية لظهوره‌ [4] في مشهد الظّهور. و ذلك لضيق العالم السّفلي من ظهور النور فيه دفعة، و عدم سعة أعين‌ [5] أهله من أن تطيق لشروق ضوء هذا الشمس فجأة؛ و لانّ النّزول إنّما يلزمه التّدريج خصوصا إذا كان من عالم رفيع المكان الى عالم آخر حضيض البنيان، فمن الضّرورة أن تكون المادّة المتعينة لشروق ذلك النّور القابلة لهذا الظهور، متحركة حركة صعوديّة بإزاء الحركة النزوليّة و على محاذاتها بالحقيقة، حتى تستعد لموافاة ذلك النور في منتهى مسافتيهما بحيث يكون عليا درجات تلك المادة يوافي قصيا طبقات نزول ذلك النّور فيحصل قاب قوسين أو دائرة من خطّين.

و أيضا، لأنّ تلك الحركة من هذا النّور انّما هي بروزه من مكامن هذه المادّة و ظهوره من بواطن تلك الحاملة القابلة فكلّما يقطع هذا النّور منزلا من منازل المادّة، تحرّكت هي اللااستعداد لظهور نور أتمّ من الأول و القبول لفعل أكمل؛ فيجب من ذلك أن تكون الحركة الصعوديّة للمادّة على موازاة الحركة النزوليّة لهذه اللّطيفة الإلهية. ثمّ انّه ممّا قد كان من المعلوم عند ذوي البصائر الصافية، أنّ للمخلوق أربع جهات محيطة- سواء كان من الأمور العالية أو السّافلة- و أنّ‌


[1] . الادنى لمصلحة: لأنى مصلحة ن.

[2] . صدر: صدرت م د.

[3] . ارتاش: اي أصلح حاله من ريش.

[4] . اعين: اعين م.

[5] . حتى:- ن.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 661
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست