responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 591

الطعم بحسب تلك البقعة و الأرض التي خرج منها و امتزج بترابها؛ فهو العلم المستفاد من الأفكار الصحيحة التي لا يخلو من شائبة التغيّر بحسب مزاج المتفكّر لأنّه ينظر في موادّ محسوسة يقوم عليها البراهين؛ فاختر لنفسك أيّ الماءين يقرب من ذوقك و يناسب مشربك.

فصل في التخلّي‌

لمّا كان اللّه دعى العبد في صلاته الى قربه و مناجاته، فينبغي للعبد [1] أن يميط عن نفسه كلّ أذى و وسخ يبعّده عن ربّه فمن ذلك: تطهير جوفه و تخليته‌ [2] عن فضلة طعامه و شرابه التي هي‌ [3] رجز الشيطان حيث لم يكن لها في تلك المدينة الفاضلة الإنسانية منفعة، بل هي مثيرة [4] الفتن و العلل و منشأ الآلام و الأسقام في هذا الهيكل. و يغسل موضع خروجها حتى لا يبقى أثر من آثارها: إمّا بالماء الذي هو أصل الحياة إذ الموضع لاقى الميّت البعيد عن تصرف الرّوح فيه، أو بالاستجمار، حيث كان الحجر آلة لدفع كلّ ما يقصد تبعيده فيقوى بذلك على التطهير من رؤية الأسباب و المسبّبات كما هو فائدة الوضوء، و يصير هذا عنوانا لتطهير قلبه من جميع الأدناس و البراءة من نفسه و من الناس، و ليخلو البيت لنزول سلطان القرب نزولا بلا قياس.

و اعلم‌ [5]، انّ السّوأتان هما محلّ الستر و الصّون كما هما محلّ إخراج‌


[1] . للعبد:- م.

[2] . و تخليته: و بتخليته م بتخليته أسرار العبادات، ص 17.

[3] . هي (اسرار العبادات، ص 17): هو م ن د.

[4] . مثيرة: مثير م ن د.

[5] . اقتبس الشارح من هنا الى آخر الفصل من الفتوحات، ج 1، ص 333 مع تلخيص و شرح.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 591
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست