responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 589

و تحليتها بمحاسنها و محامدها؛

و طهارة العقل من دنس الأفكار المضلّة و وسخ الشّبه و الآراء الباطلة؛

و طهارة السرّ من النظر الى غير اللّه و نسبة أمر الى ما سواه؛

و أمّا الطّهارة الظّاهرة للحسّ، فمن الأمور المستقذرة التي تستخبثها الطّباع و تستقذرها الأبصار و الأسماع.

و الطهارة العضوية المطلقة انما هي من النجاسات الشرعية.

و أمّا الطهارة العضويّة المبيحة فلها ثلاثة أسماء: وضوء و غسل و تيمّم:

فالوضوء، تنبيه على مقامات معنوية و إشارة الى تجلّيات روحانية، و ستقف‌ [1] على شرذمة منها إن شاء اللّه تعالى.

و الغسل، لأجل الفناء الذي عمّ الجنب بسبب وجدان اللّذة النفسانيّة السّارية في البدن المشعرة عن وجوده في نفسه و [لمّا] [2] ليس له ذلك بنفسه فيغتسل فيلبس لباس الوجود من ربّه بالماء الذي هو أصل الحياة و الوجود و العلم، و لبعده عن موطن القرب من جهة أنانيّته، فالجنابة غربة عن وطن العبوديّة و دخول في حدود المولى و اتّصاف بوصف السّيادة، فيتطهّر من ذلك بغسل جميع بدنه للاعتراف بالتقصير.

و أمّا التيمّم، فلأجل عروض الدّعوى للعبد من رؤية نفسه بالاقتدار الظّاهر منه، فيحرم من الرّحمة الخاصّة لعباد اللّه المكرّمين؛ فلم يصل الى العلم الذي هو حياة القلب في إماتة الدعوى غلوة [3] سهم نظره الفكري. و [لو] [4] لم يتمكّن من‌


[1] . في ص 592.

[2] . و لمّا: أسرار العبادات ص 14.

[3] . غلوة: الغاية و هي رمية سهم أبعد ما تقدر عليه.

[4] . لو: أسرار العبادات ص 15.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 589
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست