اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 502
ب «الملائكة» [1]، هي القوى السماوية و الأرضية و
روحانياتها و إثبات الكون فيهما للملائكة يعطي [2] كونها جرمانية، كما في قوله صلى اللّه
عليه و آله: «ما فيها موضع قدم إلّا و فيه ملك راكع أو ساجد» [3] و سيجيء إن شاء اللّه في آخر الكتاب
تحقيق مراتبها و اصنافها.
(كلّم موسى
تكليما بلا جوارح و أدوات و لا شفة و لا لهوات، فمن زعم أنّ إله الخلق محدود فقد
جهل الخالق المعبود).
لمّا كان
السائل من متهوّدة اليمن و زعم جماهير هم ان اللّه تعالى تمثل لموسى على نبينا و
آله و عليه السلام و تكلم معه كما تكلم الأشباح و الأجسام، نفى عليه السلام عنه
تعالى ذلك كلّه: أمّا نفي التمثّل فمن أول الكلام الى هنا، ثم شرع في نفي الثاني
بانّه لو كان التكلم من اللّه تعالى بالأدوات لكان هو سبحانه محدودا محصورا، و
الخالق المعبود لا يمكن أن يكون كذلك، فمن ادّعى ذلك فقد جهل المعبود الحق و هلك.
كل ذلك واضح بحمد اللّه و قد سبق مرارا.
«و الجوارح»
جمع جارحة و هي العضو الذي فيه الفعل و الكسب. «و الأدوات» جمع أدات و هي الواسطة
في الفعل الغير الخارجة عن الفاعل. «و اللهوات» جمع لهاة و هي اللحمة المشرفة على
الحلق أو ما بين أصل اللسان الى منقطع القلب من أعلى الفم. ثم انه أفاد المصنف
رحمه اللّه «بأنّ: «الخطبة طويلة أخذنا عنها موضع
[1] .
لمزيد المعرفة في باب الملائكة راجع: بحار، ج 56 باب حقيقة الملائكة و صفاتهم و
شئونهم ص 144- 244 خاصة ص 202- 244، نقل المجلسي في هذا الباب الآيات و الروايات و
آراء بعض العلماء و حقّقها و بحث عنها بتفصيل؛ مفاتيح الغيب، ص 341- 359.
[3] .
البحار، ج 56، ص 176 عن الصادق عليه السلام: «و ما في السماء موضع قدم الّا و فيها
ملك ...» و ص 202 عن رسول اللّه (ص): «ليس منها موضع قدم الّا عليه ملك راكع أو
ساجد».
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 502