اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 489
أخبار حذفت
مبتدءاتها: أي لا هو بديء و الجملة صفة، و كلمة «ما» موصوفة بمعنى «شيء» حذفت
صفتها كما يحذف في قولهم «غسلته غسلا نعمّا» أي أنّه أوّل لا يسبقه شيء و لا
يبتدئ من شيء هو مبدأه فيسبقه، و لا باطن في شيء هو محلّه أو يحيط به حتّى
يتقدّمه، إذ المحلّ متقدم بالطبع و المحيط بالشيء بالإحاطة العقلية أو الحسيّة
متقدّم على المحاط بالطبع؛ و لا يزال مهما كان لشيء وجود فهو محيط بكلّ شيء و
مدرك كلّ شيء فلا يدركه شيء فلا يسبقه شيء؛ و ليس بممازج مع شيء هو أيضا
ممازجه: إمّا الممازجة الحسيّة فيلزمها التقدّر، و إمّا المعنوية فيلزمها التحديد،
أي يكون بحيث ينتهي الى صاحبه؛ و أيضا بلسان أهل اللّه، كلّ شيء إذا لوحظ مع
اللّه فهو مستهلك فأين يبقى الممازجة؟ و كونه تعالى مع كلّ [1] شيء لا يوجب للشيء وجودا مستقلا حتى
يمكن الممازجة، غاية ما في الباب انه يوجب صحّة أن يقال هو موجود باللّه لا مع
اللّه- و قد سبق ذلك مرارا- و من هذا يظهر بطلان قول الشيخ الرئيس على ما سننقله [2].
ليس بشبح
فيرى.
الشبح سواد
الإنسان و غيره تراه من بعد، و الشبح تلزمه الرؤية إذ هي معتبرة في مفهومه سواء
كان شبحا حسيّا أو عقليّا: أمّا الحسيّ فبالقوّة الحسية و أمّا المثالي العقلي
فبالإحاطة العقلية و اللّه سبحانه على المحيط دون المحاط.
و لا بجسم
فيتجزّى.
الجسم، من
حيث استلزامه المقدار يلزمه التجزئة و قبول الانقسام. و في إيراد صيغة التفعّل [3] من المضارع
إشارة ما الى اتّصال الجسم في نفسه و قبوله