اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 486
من غيره و الحال
انّ ربّنا كائن بلا وجود موجود قبله و لا معه بل و لا بعده. و الأقرب ان يقرأ
بالرفع على الحكاية فيكون مع كونه دليلا لكمال المبالغة بأن يكون المعنى ربّنا
كائن بلا تحقق كائن و بلا صدقه عليه سواء كان بطريق العينية أو الزّيادة.
كان بلا «كيف
يكون؟».
لفظة كيف
(بالفتح) على الظرفيّة أي ثبت له الوجود بدون أن يصح السؤال عنه ب «كيف؟» يكون إذ
ليس كونه كون كيفيّة، كما للموجودات كلها سواه تعالى.
كان لم يزل
بلا لم يزل.
أي [1] انّه تعالى
أزليّ بدون أن يتحقق للأزلية وجود أو صدق عليه تعالى، لأنّ هذا المفهوم غيره تعالى
لا محالة، و كلّ ما هو غيره فمتأخر عنه تعالى، و إلّا لم يكن هو سبحانه أزليّا غير
مسبوق بغيره.
و بلا كيف
يكون، كان لم يزل بلا كيف.
لفظة كيف
الأولى (بالفتح) على الظرفية و الثانية (بالجر) على الاسميّة لمّا ظهر من
العبارتين السّابقتين أنّه «كان بلا كيف و كان بلا لم يزل» و يتّضح منهما انّه
«كان لم يزل بلا كيف»، نفى عليه السلام السؤال عنه «بكيف يكون كذا؟» أي بكيف يصحّ
أنه كان لم يزل بلا كيف فقال: و بلا صحة السؤال ب «كيف؟»، يكون هو جلّ شأنه كان لم
يزل بلا كيف.
ليس له قبل،
هو قبل القبل بلا قبل و بلا غاية.
كلمة «قبل»
الأولى (بالرفع و التنوين) بمعنى المتقدّم أي ليس شيء يتقدم ذلك الشيء إيّاه
سبحانه، و الثانية إمّا منصوبة على الظرفيّة أي هو كائن قبل طبيعة القبل و حقيقته
أو قبل كلّ قبل، و إمّا مرفوعة مضافة أي متقدم المتقدم بمعنى نفس