responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 477

مطلقا. و «كوّن الأشياء» أي جعلها ذات وجود لا بنفسها، بل ببارئها القيّوم، فكانت و وجدت حسبما أعطاها الوجود جاعلها من كونها قائمة بموجدها لا حسبما كانت في أنفسها، إذ ليس لها حيثية كونها بأنفسها، كيف؟ و لو كانت لها تلك الحيثية لاستغنت عن الجاعل رأسا و لكانت أغيارا و لم يكن شي‌ء غيره؛ و يمكن أن يكون المعنى انه كوّن الأشياء قبل وجودها الكونيّ فكانت في هذا الوجود طبق ما كوّنها في الوجود العقلي. و قد سبق في الخطبة السّابقة هذه العبارة مع هذه الزّيادة، و كذا معنى قوله: «علم ما كان و ما هو كائن». و الّذي يحضرني الآن هو انّ المراد بالّذي كان، الأمور الواقعة في سلسلة الزّمان و إن كان من الاستقباليّات، إذ يصدق على تلك الأشياء بعد ابتداء وجودها أنّها كانت في زمان كذا و إن لم ينقطع وجودها. و المراد بالكائن، الأمور المجردة عن الزّمان إذ ليس وجودها منطبقا على الزّمان حتى يصدق عليهما «كانت»، بل كلّ آن يفرض فهو أوّل وجودها؛ و قد سبق تحقيق ذلك.

الحديث التّاسع و العشرون‌

بإسناده عن يعقوب بن جعفر قال: سمعت أبا ابراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام و هو يتكلّم راهبا من النّصارى فقال له في بعض ما ناظره: انّ اللّه تبارك و تعالى أجلّ و أعظم من أن يحدّ بيد أو رجل أو حركة أو سكون، أو يوصف بطول أو قصر، أو تبلغه الأوهام، أو تحيط بصفته العقول.

لمّا كانت المكالمة مع النصراني المعتقد انّ اللّه هو المسيح، نزّهه عليه السلام عن التحديد بهذه الأمور أي أنّه أعظم من أن يوصف بيد محدودة كما

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 477
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست