اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد الجزء : 1 صفحة : 46
و الكرسيّ كما في
الأخبار: «انّ العرش إنّما استقرّ بلا إله الّا اللّه و لا حول و لا قوّة الّا
باللّه» [1] و لأنّ كلّ موجود، إنّما قام
باسم من أسماء اللّه كما في الأدعية:
«باسمك الّذي
تقوم به السّماوات [2]»- إلى غير ذلك. و جميع الموجودات إنّما قام
باسم اللّه الّذي هو إمام أئمّة الأسماء [3]. و «ياقوتيّتها»،
باعتبار نسبتها إلى الذّات التي هي زين السّماوات و الأرض و نورهما. و «حمرتها»،
باعتبار إضافتها إلى «المألوه»؛ إذ الحمرة إنّما تحدث [4] من اختلاط
البياض مع السّواد [5] الّذي هو ظلمة الإمكان و العدم [6].
و العرش، عرش
«الوحدانيّة» كما في حديث [7]: العرش في قوله سبحانه: رَبِّ
الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ[8] أي: ربّ الوحدانيّة [9].
و لمّا كانت
«الألوهيّة» من الأمور المتضايفة، فلا محالة تقتضي «مألوها» فأحد طرفي ذلك العمود
هو «الوحدانيّة» و عبّر عنه ب «الرأس» لأنّ اللّه علا بالوحدانيّة و الطّرف الآخر
هو المخلوق المألوه و عبّر عنه ب «الأسفل».
و «الحوت»،
هو صور الأشياء القائمة بالموادّ [10] الجسمانيّة المعبّرة
عنها