responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 449

و الأخلاق الحميدة [1] كما أشير إليه ما روى: أنّ ثواب لا إله الّا اللّه هو النظر الى وجه اللّه.

و الصّراط المستقيم، هو ما إذا سلكه العبد أوصله الى الجنة من الأمور التي نطق بها الشرع، و هو صراط التوحيد و المعرفة و التوسّط بين الأضداد في الأخلاق النفسانيّة و التزام الأعمال الصّالحة و بالجملة، هو- كما أفاد أستاذنا في العلوم الدينية [2]- صورة الهدى الّذي أنشأه المؤمن لنفسه ما دام في دار الدنيا مقتديا بإمامه، أدقّ من الشّعر و أحدّ من السّيف، مظلم لا يهتدي إليه الّا من جعل اللّه له نورا يمشي به في الناس، فلمّا كان أصل العقائد الحقّة هو الأيمان باللّه وحده و التصديق بالرّسالة الختمية فهما أصول نعم الجنة؛ فبهما الفوز بالجنة و النّجاة من النّار التي هي خلاف تلك العقائد و الأعمال و الأخلاق.

و أمّا الجواز على الصراط بهما، فانّ للمؤمن المعتقد لهما، من حين بلوغه الى سعادة هاتين المعرفتين، انتقالات باطنية في العقائد المتفرّعة عليهما و الكمالات التابعة لهما و الأخلاق الإلهية الّتي تخلّق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بقاطبتها، فلا يزال ينتقل من عقيدة الى أخرى، و من عمل صالح الى آخر، و من خلق كريم الى أكرم، إذ الأوائل منها مقدّمات و معدّات للثواني الى أن يصل بسبب اشتماله على المعارف الحقّة و العلوم الحقيقة الى العالم العقلي و المقرّبين و يلحق بالملإ الأعلى و السّابقين أن كان من الكمّل و الرّاسخين أو بأصحاب اليمين إن كان من المتوسّطين؛ فصحّ أنّ بالشهادتين يتحقّق الجواز على الصراط المستقيم الّذي هو الإمام كما في رواية، أو الصورة الشريفة الإنسانية بأن يكون إنسانا كاملا حقيقيّا كما في أخرى، و إن كان مآلهما واحدا، فانّ من عرف الإمام الذي هو الإنسان‌


[1] . بحار، ج 7، ص 228- 230.

[2] . و هو المولى محسن الفيض الكاشاني.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست