responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 444

و اللّواحق بمعنى أنّه يصدق في جميع الآنات انّه ابتدأ وجوده لا أن يصدق في هذا الآن الّذي نحن فيه انّ الآن السّابق كان ابتداء وجوده إذ لا تخصص لوجوده بآن دون آن؛ و كذا حكاية أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ‌ [1] كلّ آن فرض فهو ابتداء وقوعها و لذلك نقل عن بعض أهل الحال‌ [2]: انه كان يحكي سماع هذا القول في أيّامه؛ و كذا أمور الآخرة فهي مما أوّل وجودها كلّ آن من الآنات و كما أخبرنا بذلك صاحب المعراج‌ [3] صلّى اللّه عليه و آله من رؤية جهنم و أهوال أهلها بالتفصيل و كما ورد في الخبر عن حارثة و غيره‌ [4] انّه حكى لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله رؤية العرش و وضع الميزان و قيام الناس و أصحاب الجنّة و النّار؛ و الى ذلك أشير ما وقع‌ [5] في حديث «من مات فقد قامت قيامته» لأنّ «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا». و سرّ ذلك ما قلنا من انّ الشي‌ء الّذي لا يتعلّق وجوده بالزّمان، فكلّ آن فرض فهو واقع و حادث في ذلك الآن و هذا من علم الرّاسخين.

إذا عرفت ذلك، فقوله عليه السلام: «إن قيل كان» الى آخره، فمعناه: إن اطلق «كان» التّامة على وجوده تعالى، فهو يئول و يرجع الى أزليته سبحانه الثابتة له في كلّ آن و في أبد الآباد و آخر الزّمان، و إن اطلق عليه جلّ مجده صيغة لم يزل أيضا تامّة لا ناقصة، فمرجعه و مآله الى نفي العدم في كلّ آن و مرتبة، إذ لا يعدم هو


[1] . الاعراف: 172

[2] . هو ذو النون و هو ثوبان بن ابراهيم او الفيض بن ابراهيم المصري من اكابر مشايخ الصوفية توفي في 245 ه (الرسالة القشيرية، ص 67): «و قد سئل عن ميثاق «الست» هل تذكر؟ قال:

كأنّه الآن في اذني» (مفتاح غيب الجمع و الوجود للقونوي، في هامش مصباح الأنس للفناري، ص 299).

[3] . من جملة ما اخبره صاحب المعراج صلّى اللّه عليه و آله ما ورد في البحار، ج 18، ص 352- 351.

[4] . اصول الكافي، ج 2، باب حقيقة الإيمان و اليقين، حديث 2 و 3 ص 53- 54.

[5] . ما وقع في حديث:- ن.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست