responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 337

و «الصّوت و النطق و الكلام» للإنسان.

اعلم، انّ‌ [1] من خصائص الأرواح أنها لا تطأ شيئا الّا سرت الحياة فيه كما ورد في الأخبار لأنّها من عالم الحياة و لها الحياة الذاتية و انّما العرضيّات من لوازم الذاتيات و لذلك قلنا انّ الأجسام السّماوية أحياء لأنّه ليس فيها موضع قدم الا و فيها ملك راكع أو ساجد و السّامري قد علم ببركة صحبة كليم اللّه عليه السلام هذا المعنى فلمّا عرف أنّ جبرئيل عليه السلام في ساقه عسكر موسى عليه السلام على شاطئ البحر، علم أنّ الحياة قد سرت فيما وطئ عليه فقبض قبضة من أثر الرّسول بالضاد و الصّاد [2] أي بمل‌ء يده أو بأطراف أصابعه، فنبذها فيما صيغ على صورة العجل، من زينة القوم، فسرت الحياة فيها فخار العجل و لو أقامه على صورة أخرى من الحيوان لحصل منه الصّوت الّذي يخصّ تلك الصّورة. و ذلك القدر من الحياة السّارية في الأشياء يسمى «لاهوتا» و المحل القائم‌ [3] به ذلك الرّوح يسمى «ناسوتا» و لو سمّي النّاسوت، روحا لكان باعتبار ما قام به. و بالجملة فقد نسب الخلق الى السّامري مع أنّ الإحياء في الحقيقة من اللّه تعالى و في الخبر: أنّ فيما ناجى موسى ربّه أن قال: «يا ربّ! هذا السّامري صنع العجل فالخوار من صنعه؟» فأوحى اللّه إليه: «يا موسى! انّ تلك فتنتي فلا تفحص عنها» و في رواية، قال: «يا ربّ و من أخار الصنم؟ فقال اللّه: يا موسى: أنا آخرته، فقال موسى: إن‌


[1] . انّ:- د.

[2] . إشارة الى ان القبض في الآية: فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ‌ طه: 96، قرء بالضاد أو بالصاد. فإن كان بالضاد فالقبض باليد كلها و بقول الشارح «بمل‌ء يده» و إن قرء بالصاد فيكون القبض بأطراف الأصابع. (راجع: مجمع البيان، ج 7- 8، ذيل تفسير آيات 87- 96 من طه، ص 41.

[3] . به:- ن.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست