responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 284

الحديث: «قيل له: هذا عليّ و فاطمة قائمين بالسّدّة فأذن لهما». «السّدة»، كالظلّة على الباب لتقي المطر» [1] و المراد بها الحجب المضروبة عند الاشياء الغائبة عن العقول بحيث لا يهتدي إليها الّا بنور من اللّه و وحي منه و في الخبر: انّ اللّه جلّ ذكره لسعة رحمته بخلقه و علمه بما يحدثه المبدّلون من تغيير كلامه، قسّم كلامه ثلاثة أقسام: فجعل قسما منه يعرفه العالم و الجاهل، و قسما لا يعرفه الّا من صفى ذهنه و لطف حسّه و صحّ تمييزه ممن شرح اللّه صدره للإسلام، و قسما لا يعرفه الّا اللّه و أنبياؤه و الراسخون في العلم و انّما فعل ذلك لئلّا يدعي أهل الباطل من المسئولين على ميراث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من علم الكتاب ما لم يجعله لهم و ليقودهم الاضطرار الى الايتمار ممن ولّاه أمرهم.

أقول: يظهر من عبارة الخطبة انّ الراسخون هم الصّنف الثاني من الأصناف الثلاثة المذكورة في هذا الخبر حيث قال «فلزموا الإقرار بجملة ما جهلوا تفسيره» إذ القسم الثالث لا جهل لهم أصلا و قد ورد في رواية: «انّ الرّاسخ في العلم من لا يختلف علمه» فعلى هذا يكون الوقف في «الّا اللّه» و جملة «و الرّاسخون» ابتداء كلام و قد جاء عنهم عليهم السلام أيضا أنّهم «الرّاسخون في العلم» و «أنّهم يعرفون تأويله» [2] فيكون الراسخون هم الصّنف الثالث فعلى هذا، ليس «الّا اللّه» بموضع وقف.

فمدح اللّه تعالى اعترافهم بالعجز عن تناول ما لم يحيطوا به علما و سمّى تركهم التّعمّق في ما لم يكلّفهم البحث عنه منهم رسوخا.

اعترافهم بالعجز عن تناول العلم الّذي لم يمكنهم الإحاطة به هو قولهم‌


[1] . النهاية في غريب الحديث و الأثر الجزء الثاني، باب السين مع الدال، ص 153.

[2] . أصول الكافي ج 1، كتاب الحجة، باب الراسخين في العلم هم الأئمة، حديث 1 و 2 و 3، ص 213 و بصائر الدرجات، الجزء 4، الباب 10.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 284
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست