responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 281

فتبصّر.

إذا دريت ذلك، فوجود هذا الصنم العيني الّذي هو مثال الأمر الرّوحي انّما يقوم بهذا الرّوح الّذي هو «الأصل» و «ربّ نوع» هذا المثل فلو كان اللّه ذا أبعاض أي أدوات و قوى مختلفة لكان له أصل هو ربّه و مدبّره ينتهي صفات ذلك الربّ إليه و ينحدّ بتحديد هذا المبعّض‌ [1]، و هذا أحد معاني «الصّفات المحدودة» و على هذا القياس لو كان له نواحي مختلفة. و قوله: «و كان عزّ و جلّ» جملة حالية أي لمّا شبّهه العادلون بالأبعاض و النّواحي المستلزمة لأن يكون قوام وجوده بها- إذ الشي‌ء ذو الأدوات و النّواحي انّما وجوده بها، و هو عزّ و جلّ موجود بنفسه لا بالأدوات، و في أكثر النسخ «لا بآياته» و معناها قريبة من الأدوات إذ الأدوات آيات و علامات لصفات ذي الأدوات كما عرفت في مثال النفس- انتفى أن يكون و صفوا اللّه حقّ وصفه و قوله «انتفى» جواب «لمّا».

فقال تنزيها لنفسه عن مشاركة الأنداد و ارتفاعا عن قياس المقدّرين له بالحدود من كفرة العباد وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَ السَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحانَهُ وَ تَعالى‌ عَمَّا يُشْرِكُونَ‌.

لمّا كان إثبات الأبعاض و النّواحي ممّا يستلزم مشاركة الأنداد له تعالى و أن يقدّر [2] بالحدود و الأقطار، نزّه نفسه سبحانه‌ [3] و تعالى و ارتفع عن هذا فقال: وَ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ‌ أي و ما قدروا عظمته في أنفسهم حق تعظيمه حيث و صفوه بما لا يليق به، أو ما عرفوه حقّ معرفته حين و صفوه بغير ما وصف به‌


[1] . المبعض: البعض ن.

[2] . و ان يقدّر:+ هو تعالى د.

[3] . سبحانه و:- د.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 281
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست