responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 268

كثافته و لا تخرق الى ذي العرش متانة خصائص ستراته.

«الحجب» (بالتسكين) إمّا صفة «كالضخم» و «الفخم» و إمّا مصدر بمعنى الفاعل. و المراد بالكثافة، الضخامة. و ضمير «لا تنفذ» يعود الى الأبصار. و الضمير المجرور في «كثافته و ستراته» الى الحجاب. و «المتانة»: الشدّة يقال: متن الشي‌ء بالضمّ متانة، إذا صلب. و لعل المراد بالحجاب الثخين الغليظ، هو الجسم الطبيعي بقرينة «ذي العرش» إذ العرش كما سيأتي هو الجسم من وجه، و بخصائص السترات، أي السترات الخاصة بذلك الحجاب و هي‌ [1] الأبعاد التعليميّة.

و المعنى: انّ اللّه سبحانه لا تناله الأبصار في مرتبة مجد جبروته الذي هو عالم الأمر من العقول المقدسة و النفوس الشريفة فكيف إليه تعالى لأنّه حجب الأبصار بحجاب مانع، هو الجسمية الطبيعية، بحيث لا تنفذ الأبصار في ثخن كثافة ذلك الحجاب. و في بعض النسخ: «من مجد جبروته» أي لا تناله الأبصار من أجل عظم جبروته و لا تخرق هذه الأبصار بأشعة أنوارها متوجّهة الى ذي العرش، صلابة سترات ذلك الحجاب الخصيصة به؛ إذ البصر انّما يرى ظاهر الجسم من الأعراض المكتنفة به دون أن ينفذ الى أعماقه فضلا عن علله الباطنة فيه. و في قوله: «لا تنفذ» إشارة الى مذهب الشعاع لكن لا كما يقوله‌ [2] الرياضيّون و الإشراقيّون لأنّ خروج النور ممّا يبطله البرهان بل على ما قلناه سابقا من انّ الإبصار هو توجّه النفس الّتي من عالم النّور الى الظّاهر و يستعار لذلك «النفوذ» و «الخروج» و قد سبق تحقيق ذلك فليتذكّر.

الّذي صدرت الأمور عن مشيّته صدور الأشياء عن المشية هو وجودها عن النفس الكليّة الإلهيّة في عالم‌


[1] . و هي: هي م ن.

[2] . يقوله: يقول م.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست