responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 255

(بالتحريك): التحيّر و زوال العقل من شدّة الوجد. «و تعظيم جلال عزّه» معطوف على «الطّول» و من إضافة المصدر الى المفعول أي تعظيمهم جلال عزّه و قوله «أن يعلموا» معمول «عجزت» أي عجزت الملائكة مع اتّصافهم بهذه الصّفات عن أن يعلموا الّا ما أعلمهم اللّه. ثم بيّن عليه السلام انّ الّذي علمهم اللّه هو العجز عن المعرفة و أن لا علم لهم الّا ما علّمهم اللّه سبحانه بقوله عليه السلام:

«و هم من ملكوت القدس بحيث هم. و من‌ [1] معرفته على ما فطرهم عليه: ان قالوا: سُبْحانَكَ لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ‌ [2] فما ظنّك أيّها السّائل بمن هو هكذا سبحانه و بحمده.

الجملة حاليّة و كلمة أن لتفسير «ما» الموصولة في قوله: «ما فطرهم» أي و الحال أنّهم من ملكوت التقدّس و التّنزّه عن العوائق الموجبة للجهل بحيث هم من الشأن الذي لا يخفى على أحد فضلهم و كمال قدسهم عن الشوائب. و هم من معرفة اللّه على الذي فطرهم اللّه من العجز و التّكلان على اللّه بأن قالوا: لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا و لا معرفة لنا بآياتك الّا ما عرّفتنا، و لا نقدر على التجاوز من درجتنا [3] و مرتبتنا و الّا احترقنا، و انت اللّه العليم الحكيم. و لا علم لنا الّا ما أنت واهبه، و لا حكمة لنا الّا ما أنت صانعه، و نحن على الجهل الّذي هو حقيقتنا، و الفقر الّذي هو مقتضى ذواتنا، كما قال تعالى: يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُ‌ [4] ثم خاطب عليه السلام السائل فقال: فإذا كانت الملائكة الّذين هم أقرب الخلق الى اللّه و حملة أسراره و سفرة وحيه في مقام العجز، فما ظنّك أيها


[1] . و من: من (التوحيد، ص 50).

[2] . البقرة: 32.

[3] . درجتنا: درجاتنا د.

[4] . فاطر: 15.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 255
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست