responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 227

بالصّفات و ليست له تعالى صفة تنالها العقول فضلا عن أن تصير واسطة لمعرفة الموصوف بها، فلذلك بدأ بالتّحميد، متعقّبا بالتّنزيه عن الصّفات، و التقديس عن الجهات و الحيثيّات، منبّها على انّه تعالى مع ما هو من استجماعه جميع الصفات، فلا سبيل للخلق إلى معرفة صفته سوى ما أقرّوا بها حيث وصف الله نفسه بجميعها.

ثمّ، لا سبيل لتلك الصّفات- الغير المعلومة حقائقها و كنهها للبشر [1]- إلى حضرة الذات حتى تكون هي المعرّف للذّات و الدّليل عليها كما أشار إلى ذلك سيّد الشّهداء عليه السّلام، على ما نقلنا قبل من قوله: «كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر أليك؟! أ لغيرك من الظّهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهر لك؟! [2]»

فقال عليه السّلام: «الحمد للّه الّذي لم يكن له أوّل معلوم» أي ليس له سبحانه أوّل حتّى يعلم، لأنّ كلّ ما له أوّل فيمكن أن يحيط به العلم: إمّا لأنّ الأوّليّة معلومة الحقيقة فكلّ ما صدقت عليه هذه الماهيّة يتعلّق به المعرفة و إن كانت من هذه الجهة، و إمّا لأنّ كلّ ما له أوّل فهو معلول و كلّ معلول فهو معلوم و إن كان لعلّته. فهو سبحانه أوّل الأوائل من جملتها الأوليّة، فكيف له أوّل أو أوليّة؟!

و كذا ليس له تعالى آخر متناهي، أي ليس له آخر حتى يتناهى بل هو آخر كلّ شي‌ء و إليه ينتهي غاية كلّ شي‌ء و لا ينتهي هو الى غاية و ذلك لأنّ كلّ ما له آخر يجب أن يكون له أوّل و إذ ليس له أوّل فليس له آخر؛

و كذا ليس له قبل، أي قبليّة حتى يدرك من جهة القبليّة و يصير قبليّته مدركة، لأنّ طبيعة القبليّة معلومة الحقيقة لكلّ أحد و اللّه سبحانه قبل بلا قبليّة تقوم‌


[1] . للبشر:- م ن.

[2] . مرّ في ص 14.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 227
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست