responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 211

بوجود كلّ ما علم إمكانه و قضى بفعليّته، فحصل مأموره في عالم الشّهود على وفق علمه و قضائه.

و هذا الّذي قلنا، انما هي في كليّات الأشياء و طبائعها، و أمّا الأشخاص فلا حصر لها و لا ينتهي تكوينها في النشأة الأولى و لا الدّار الأخرى بل التكوين كما يستمرّ في الدّار الدّنيا، كذلك لا ينقطع في الدّار الآخرة ألا ترى انّ ما أكل أهل الجنّة و ما شربوا يخلف مكانه في ساعته و لا يقطع عنهم و قال سبحانه: لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَ لَدَيْنا مَزِيدٌ [1] و قال جلّ جلاله‌ وَ فاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ [2].

[انّه تعالى خص نفسه بالربوبيّة و الوحدانيّة و الثناء]

توحّد بالرّبوبيّة، و خصّ نفسه بالوحدانيّة، و استخلص المجد و الثّناء، فتمجّد بالتّمجيد و تحمّد بالتّحميد، و علا عن اتّخاذ الأبناء، و تطهّر و تقدّس عن ملابسة النّساء، و عزّ و جلّ عن مجاورة الشّركاء

ذكر عليه السّلام ثلاث صفات، ثمّ نشر نتائجها على غير ترتيب اللّف: فقوله:

«تمجّد»- إلى قوله: «بالتحميد» نتيجة لقوله: «استخلص»؛ و قوله: «و علا»- إلى قوله: «ملابسة النّساء» نتيجة لقوله: «خصّ»؛ و قوله: «و عزّ»- إلى آخره، نتيجة لقوله: «توحّد».

بيان ذلك: انه «توحّد بالرّبوبيّة» أي جعلها لنفسه خاصّة من دون أن يجاوره في ذلك شريك بأن يكون معه ربّ سواه أو يكون معه إله غيره، بل الآلهة المعبودة دونه إنّما هي بالكذب و الفرية، و الأرباب الّتي سواه هالكة و باطلة.

«و خصّ نفسه بالوحدانيّة» بأن لا يجانسه غيره و لا يماثله أحد و لا يشابهه شي‌ء فهو


[1] . ق: 35.

[2] . الواقعة: 32.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 211
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست