responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 203

ذلك، فإنّ أمر اللّه كلّه عجب! و ذلك لما قلنا انّه يمتنع أن يكون للأشياء بالنّسبة إليه تقدّم أو تأخّر أو سبق أو لحوق و الّا لما استوى نسبته إلى كلّ شي‌ء بل إنّما ذلك بالنظر إلى أنفسها؛ فتبصّر.

و أمّا ما ورد في الآيات من قوله: خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ‌ [1] وَ هُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً [2] إلى غير ذلك فانّ ذلك بالنسبة إلى أمره و المدبّر بإذنه و سيأتي إن شاء اللّه حقيقة ذلك الانتساب.

[معنى انّه تعالى عالم و وجه إحاطته بالأشياء علما]

فكلّ‌ [3] عالم فمن بعد جهل تعلّم، و اللّه تعالى لم يجهل و لم يتعلّم.

احاط بالأشياء علما قبل كونها فلم يزدد بكونها علما. علمه بها قبل ان يكوّنها كعلمه بعد تكوينها

قد علمت انّ علمه تعالى ليس على انّ له هذه الصّفة عينا كان أو زائدة لازمة؛ إذ الموصوف من حيث انّه موصوف غير الصّفة و كلّ عالم غيره سبحانه، فإنّه لا محالة موصوف بالعلم، و صفته غيره من حيث هو موصوف، فهو في مرتبة ذاته جاهل، إذ الجهل ليس الّا عدم العلم و قد قلنا انّ الصفة من حيث هي صفة تمتنع أن تكون في مرتبة الموصوف ففي تلك المرتبة ثبت الجهل؛ هذا حال العالم الّذي يلزمه صفة العلم لذاته كالعقول. و هذا معنى قول أرسطاطاليس في أثولوجيا: «انّه لمّا ابتدعت الهويّة الأولى من الواحد الحق وقفت و ألقت بصرها على الواحد لتراه‌ [4] فصارت حينئذ [5] عقلا» [6]- انتهى.


[1] . النساء: 1.

[2] . الفرقان: 54.

[3] . فكلّ: و كلّ د.

[4] . لتراه (أثولوجيا ص 135) ليراه م ن د.

[5] . حينئذ:- ن.

[6] . أثولوجيا، الميمر العاشر، ص 135.

اسم الکتاب : شرح توحید صدوق المؤلف : القمي، القاضي سعيد    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست