اسم الکتاب : ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 3 صفحة : 434
.........
مَنْ يَشاءُ"
من أهلها"إِلى صِراطٍ
مُسْتَقِيمٍ" و هو ما يوجب الحكمة و المصلحة.
أو المراد أن المشرق و المغرب و ما فيهما مخلوقة تعالى و معلولة، و
لا اختصاص له بشيء منها حتى يتعين التوجه إليه، فكل ما علم المصلحة من التوجه
لقوم يأمرهم بذلك.
قوله تعالى"وَ إِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً" هي" أن"
الخفيفة التي تلزمها اللام الفارقة و الضمير في" كانت" لما دل عليه.
قوله"وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْها" من الردة، أو التحويل،
أو الجعلة، و يجوز أن يكون للقبلة.
"لَكَبِيرَةً" لثقيلة شاقة"إِلَّا عَلَى
الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ" أي: هداهم الله للثبات و البقاء على دينه،
و الصدق في اتباع الرسول.
"وَ ما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ" اللام لام الجحود
لتأكيد النفي، فنصب الفعل بعدها بتقدير" أن" و الخطاب للمؤمنين تأييدا
لهم و ترغيبا في الثبات"إِيمانَكُمْ" أي:
ثباتكم على الإيمان، و أنكم لم تزلوا و لم ترتابوا بل شكر صنيعكم و
أعد لكم الثواب العظيم.
و يجوز أن يراد و ما كان الله ليترك تحويلكم، لعلمه أن تركه مفسدة و
إضاعة لأيمانكم. و قيل: من صلى إلى بيت المقدس قبل التحويل، فصلاته غير ضائعة كما
ورد في أخبارنا.
و روي عن ابن عباس أنه قال: لما حولت القبلة قال ناس: كيف أعمالنا
التي كنا نعمل في قبلتنا الأولى؟ و كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك؟ فنزلت"إِنَّ اللَّهَ
بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ" فلا يضيع أجوركم.
اسم الکتاب : ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار المؤلف : العلامة المجلسي الجزء : 3 صفحة : 434