اسم الکتاب : مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى المؤلف : الآملي، الشيخ محمد تقى الجزء : 11 صفحة : 194
شيعته في ذاك المصرف من غير فرق في ذلك بين الصرف في الذرية أو
غيرهم، بل يرى رضاه في صرفه في كلما به يحصل هذا المقصد.
و يعجبني ما
يعبر به بعض مشايخنا رضوان اللّه من الصرف في حوائج من شرع في- هو الفتاح العليم-
الى من بلغ من العلم ما بلغ و صرف فيما به يحفظ الجامعة من بناء المدرسة و المسجد
و المنبر و الوعظ و الواعظ، و تدوين الكتب العلمية و طبع الكتب و تأسيس دار
القراءة، و حفظ ما يحذو حذو تلك الأمور مما به يحفظ أساس الدين و يقوم سنامه و
اللّه المؤيد الموفق و به الاعتصام و نسأله تعالى ان يرينا السرور بفرج ال محمد
عليهم السلام، و ما ذكرناه لعله ظاهر لمن القى السمع و هو شهيد، فإن خفي على احد
فلعله من قلة التدبر أو الاعوجاج في الفهم هذا في بيان مصرفه في زمان الغيبة.
و اما
كيفية صرفه فالمعروف وجوب إيصاله إلى المجتهد الجامع لشرائط الاجتهاد القابل
للنيابة عن سادة أهل الزمان كما حكى عن المحقق و العلامة و الشهيدين، و قد نسب الى
أكثر العلماء و أكثر المتأخرين، و عن الشهيد الثاني إجماع القائلين لوجوب الصرف
للأصناف على الضمان لو تولاه غير الحاكم، و استدلوا له بان المجتهد نائب عن الغائب
عليه السّلام و عند تعذر الإيصال إليه عليه السّلام يجب الإيصال إلى نائبه و انه
حاكم منصوب منه فيكون له الحكومة في أخذ سهمه عليه السّلام و صرفه فيما يعلم برضائه
عليه السّلام في صرفه فيه، و لأنه في عصر الغيبة هو المنصوب لسدانة الدين و حفظ
حوزة المسلمين، و المتحمل لا عباء حراسة العقائد و انه اعرف و أبصر بما هواهم و
أصلح و نحو بسطه و جمعه و أخذه و صرفه، و انه الحجة من قبل الحجة في عصر الغيبة
كما يدل عليه قوله عليه السّلام: فهو حجتي عليكم و انا حجة اللّه، و إذا كانت
الزعامة الدينية له عليه السّلام في عصر ظهوره و بسط يديه تكون في عصر غيبته
للمنصوب من قبله كذلك، و حيث يتوقف زعامته على
اسم الکتاب : مصباح الهدى في شرح العروة الوثقى المؤلف : الآملي، الشيخ محمد تقى الجزء : 11 صفحة : 194