فقلت لذلك الرّجل. كلمة فيها غلظة، و قلت لعلى: أيّها الرّجل و
اللَّه مالك ما قال رسول اللَّه انّا ما حابيناك في بيعتنا، و لو نعلم أحدا في
الأرض اليوم أحقّ بهذا الأمر منك لبايعناه و لقاتلناك معه اقسم باللَّه ان محوت
عنك هذا الاسم الّذي دعوت النّاس إليه و بايعتهم عليه لا يرجع إليك أبدا».
التعليقة 35 (ص 287) مقتل محمد بن أبى بكر رضى اللَّه عنه
قال الدميري في حياة الحيوان تحت عنوان «الحمار» ما نصه:
و ذكر ابن خلكان و غيره أنّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام ولّى
محمّد بن أبي بكر الصّدّيق مصر فدخلها سنة سبع و ثلاثين و أقام بها إلى أن بعث
معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص في جيوش أهل الشّام و معه معاوية بن حديج بحاء
مهملة مضمومة و دال مهملة مفتوحة و بالجيم في آخره كذا ضبطه ابن السّمعانيّ في
الأنساب و ابن عبد البرّ و ابن قتيبة و غيرهم، و وقع في كثير من نسخ تاريخ ابن
خلّكان: معاوية بن خديج بخاء معجمة و دال مكسورة و آخره جيم و هو غلط و الصّواب ما
تقدّم و أصحابه أي أصحاب معاوية بن حديج فاقتتلوا و انهزم محمّد بن أبي بكر و
اختبأ في بيت مجنونة فمرّ أصحاب معاوية بن حديج بالمجنونة و هي قاعدة على الطّريق
و كان لها أخ في الجيش فقالت: أ تريد قتل أخي؟- قال؛ لا ما أقتله، قالت: فهذا
محمّد بن أبي بكر داخل بيتي فأمر معاوية أصحابه فدخلوا إليه و ربطوه بالحبال و
جرّوه على الأرض و أتوا به معاوية فقال له محمّد: احفظني لأبي بكر فقال له: قتلت
من قومي في قضيّة عثمان ثمانين رجلا و أتركك و أنت صاحبه؟!، لا و اللَّه، فقتله في
صفر سنة ثمان و ثلاثين، و أمر معاوية أن يجرّ في الطّريق و يمرّ به على دار عمرو
بن العاص لما يعلم من كراهته لقتله و أمر به أن يحرق بالنّار في جيفة حمار.