responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 295

و قيل: لأنّ القرآن شي‌ء واحد في الحكم و لأنّ المؤمن ببعضه مؤمن بكلّه.

و قيل‌ [1] هذا من باب التغليب للموجود على ما لم يوجد، و التنزيل للمنتظر المتوقّع وقوعه منزلة الواقع كما في قوله تعالى: إنّا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى، إذ الجنّ لم يسمعوا جميع القرآن و لم يكن الكتاب منزلا حينئذ كلّه.

و المراد بما أنزل من قبلك: سائر الكتب السماويّة السابقة، و الايمان بهما جميعا على الجملة فرض عين، لعدم تحقّق الفلاح بدونه كما يستفاد من قوله: أولئك هم المفلحون.

و أمّا الايمان التفصيلي بالمعارف الإلهيّة المذكورة فيهما التي لا يتبدّل بتعاقب الزمان من علم التوحيد و علم الملائكة و علم المعاد و علم النفس و علم النبوّة و الولاية و الآيات و غيرها، فليس بواجب على كل أحد فرض عين، و إلّا للزم الحرج و بطل النظام و تشوّش أمر المعاش المتوقّف عليه أمر المعاد. بل هو واجب على الكفاية و على من هو ميسّر له، و خلق لأجله و كذا العلم و الايمان بأحكام الأول دون الثاني تفصيلا من جهة كوننا متعبّدين بتفاصيل أحكامه فرض على الكفاية لا غير لما ذكرنا.

فصل في كيفية إنزال الوحي على الأنبياء عليهم السلام‌

كما يجب علينا الايمان بالكتب الإلهيّة المنزلة على الأنبياء عليهم السلام، فكذلك يجب على المؤمن ايمانا حقيقيّا بما أنزل إليهم من حيث كونه منزلا إليهم، أن يعلم كيفيّة الإنزال و الإيحاء و كيفيّة إرسال الأنبياء عليهم السلام و في ذمّة العالم بتأويل القرآن، أن يحاول هذا العلم و يتعاطاه. فمن الدائر على ألسنة جماعة من المفسّرين و غيرهم من المتكلّمين، انّ المراد من إنزال الوحي انّ جبرئيل عليه السلام سمع في‌


[1] الكشاف: 1/ 104.

اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست