اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا الجزء : 0 صفحة : 76
لكن لا يعرف وجه التوفيق بينهما. لأن الاطلاع عليه إما من طريق
السمع- و لا يمكن ذلك إلا لمن تتبّع الأحاديث التي من طريق أئمّتنا الهادين عليهم
السلام- و إما من طريق البصيرة الباطنية و نور العرفان- و هو ليس من أهلها ...».
و بعد ذلك كلّه فتأثير الرازي بايراده الشبهات الكثيرة في كل مطلب و
باب- التي أجبر المفكّرين على الاجابة عنها و النقاش حولها- في تقدّم الفلسفة و
الكلام لا يشك فيه. و إن لم يكن له قولا ثاقبا يذكر و رأيا صحيحا يستظهر.
و يظهر من مراجعة كتب صدر المتألهين وجود أكثر تأليفات الرازي عنده،
يراجعها و ينقل منها، أهمها المباحث المشرقية، و التفسير، و المحصّل، و الأربعين،
و شرح الإشارات و غيرها.
د- العرفاء:
للعرفاء مقام شامخ عند صدر المتألهين، و هم الحكماء الحقيقيين و أهل
الحق و أولوا الألباب، إذ يعتقد:
[77] «إن بناء مقاصدهم و معتمد أقوالهم على السوانح
النورية و اللوامع القدسيّة التي لا يعتريها و صمة شك و ريب، و لا شائبة نقص و
عيب.
لا على مجرد الأنظار البحثيّة التي سيلعب بالمعوّلين عليها و
المعتمدين بها الشكوك».
[78] «و كلمات هؤلاء الأفاضل في قوة إفادة العلم القطعي
بحقيقة النفس أشد و أسدّ من كثير من حجج أصحاب العقل. فإنهم شاهدوا عجائب