اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا الجزء : 0 صفحة : 68
لم ير فيه التماميّة، و تصدّى بنفسه لتلك المشكلة و صنّف فيها رسالته
في حدوث- العالم، التي يذكرها في أكثر كتبه و يباهي بها. و قد كان السيد ألمح إلى
المسير الذي سلك صدر المتألهين في حل المسألة.
[48] «إن الحدوث و الزوال في عالم امتداد الزمان لا
يتصحّح إلا بالانتهاء إلى طبيعة متجدّدة متصرّمة يكون طباع جوهرها ثبات اتصال
التجدد و و التصرّم، و سيلان استمرار الحدوث و البطلان، من غير استناد في الانقضاء
و التصرم إلى علة خارجة عن ذاتها ...».
و يظهر أن هذا الثناء و الاعتقاد كان متقابلا من رباعية قالها المير
في الثناء على تلميذه الخاص:
[49]
جاهت صدرا گرفته باج از گردون
داده است بفضل تو خراج افلاطون
در مسند تحقيق نيامد مثلت
يك سر ز گريبان طبيعت بيرون
إخوان الصفا
هم كما حقّقه جمع من المحقّقين من الفرقة الإسماعيليّة [50] عاشوا في المائة الرابع الهجري و ألّفوا
الرسائل كدائرة لمعارف عصرهم و بيّنوا فيها طريقتهم و عقائدهم و كيفية الوصول إلى
السعادة في الدارين. و قد أثّر هذه الرسائل في التفكر العقلي بعدهم أثرا لا ينكر،
و راجعها صدر المتألهين و تأثّر بها و نقل منها أحيانا فقرات طويلة أو قصيرة [51] و أشار أحيانا اخرى إلى عقائدهم عند سرد
الأقوال و ردّها أو مال إليها.