responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 0  صفحة : 34

فهناك مفرق الطريق بين ناظر يرى العالم مجموعة مجتمعة من الماهيّات المختلفة المستقلة كل واحد منها عن غيرها، و بين فيلسوف يراه واحدا منسجما مرتبطا- بنظريه الدقيق و الأدق- و أن اللّه نور السموات و الأرض.

ج- الحركة الجوهريّة:

جمهور الحكماء أذعنوا بوقوع الحركة في بعض المقولات العرضية، إلا أنهم يتحاشون عن قبول الحركة في مقولة الجوهر، لعويصات عمدتها شبهة عدم بقاء الموضوع.

[31] «و المتأخرّون من الحكماء كأبي علي و من يحذو حذوه مصرّون غاية الإصرار على نفي هذه الاستحالة الجوهريّة. و لذلك قصّروا و عجزوا عن إثبات كثير من المقاصد الحقّة ...».

فمن أبرز ما جاء به صدر المتألهين الاعتقاد بالحركة الجوهريّة و الجواب عن الشبهات الموجّهة إليها. و هذه القاعدة و ان كانت ملهمة عن اعتقاد العرفاء بتجدّد الأمثال، إلا أن تمايز القاعدتين غير خفيّة. على أنّ القول بتجدّد الأمثال أيضا لم يكن مبرهنا عليه من العرفاء.

فصدر المتألهين أول من أظهر القول بالحركة الجوهريّة و دافع عنها، و بنى عليها حل مسائل عدّة.

[32] «و الذي استخرجناه بقوّة مستفادة من الملكوت الأعلى- لا بمطالعة موروثات الحكماء- إنّ الحركة واقعة في الجوهر، و إن طبائع الأجسام النوعيّة دائمة التجدد و التبدّل في ذاتها ...» «إنه لا يمكن التصحيح بين الحكمة و الشريعة في حدوث العالم و انه لا أول له إلا بهذه القاعدة».


[31] أسرار الآيات: 146.

[32] تعليقات حكمة الاشراق: 239.

اسم الکتاب : تفسیر القرآن الکریم المؤلف : الملا صدرا    الجزء : 0  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست