يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ أي يكثر و يعم ذبحهم لهموَ
يَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ أي البنات اللاتي يولدن لكم و لا يذبحونهن كالأبناء. فكأنهم يتركهنّ
طلبوا حياتهنّ و سميت نساء باعتبار بقائهن نوعا إلى زمان الكبروَ فِي ذلِكُمْ
بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ نسب البلاء إلى اللّه
باعتبار قدره و قدرته على رفعه و إملائه لآل فرعون
50وَ اذكرواإِذْ فَرَقْنا
بِكُمُ الْبَحْرَ فصلنا البحر بعضه من بعض. و من قوله تعالى في سورة الشعراء «فَكانَكُلُّ فِرْقٍ
كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ» يعرف ان إفراقه كانت متعدة و طرق بني إسرائيل فيما بينها متعددة.
فرقنا بكم أي أنتم الفاصل و الفارق ما بين اجزائه في عبوركم فيه على اليابسة و هذا
أوضح في المعجز و أوضح في خرق العادةفَأَنْجَيْناكُمْ من مضايقة فرعون و جنوده و
من البحروَ أَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ حين اتبعوكم في البحروَ أَنْتُمْ خارج البحرتَنْظُرُونَ إلى غرقهم. و البحر هو
خليج السويس من البحر الأحمر و عرضه بحسب اختلاف مواقعه من نحو عشرة أميال إلى نحو
عشرين ميلا و اقتصر هنا في ذكر الغرق على آل فرعون باعتبار الامتنان بالنجاة من
جيشهم بغرقه. و في ذكر فرعون و عتوه و الانتقام منه قال اللّه في سورة الاسراء 105فَأَغْرَقْناهُ
وَ مَنْ مَعَهُ جَمِيعاً 51وَ
إِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً باعتبار مجموع الوعدين
الوعد الأول و هو ثلاثون ليلة و الثاني و هو إتمامها بعشر كما في سورة الأعراف 138ثُمَّ
اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ إلها كما في سورة طه المكية 90فَقالُوا هذا
إِلهُكُمْ وَ إِلهُ مُوسى و لم نجد صراحة يعوّل عليها في ان الذين عبدوا العجل هم كل بني
إسرائيل الموجودين حينئذ ما عدا هارون أو بعضهم. لأن سوق الخطاب هنا و في سورة
النساء إنما هو باعتبار البعض من بني إسرائيل فيجوز ان يكون باعتبار البعض من جيش
موسى نعم في سورتي الأعراف و طه نسب اتخاذ العجل و إضلال السامري إلى قوم موسى و
لكن يجوز ان يكون ذلك باعتبار البعض الكثير. نعم ربما يستظهر انهم البعض من قول هارون
كما في سورة طهإِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ و لكن تزاحم الاحتمالات في
مراده من التفريق يزاحم ذلك الاستظهار. و غرض القرآن الكريم من قصصه