responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 65

للمتقين و جي‌ء بواو العطف استلفاتا الى فضيلة هذه الصفة فإن التعداد بالعطف يمثل للذهن كلا من الصفات مستقلة بمزاياها لا كما إذا طردت من غير عطف. ألا ترى ان الذهن يجد من الرونق للصفات في قولهم جاء الرجل العالم و الصالح و الكريم و الشجاع ما لا يجده في قولهم جاء الرجل العالم الصالح الكريم الشجاع‌يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‌ من الوحي من الكتاب و غيره و يذعنون بأنه منزل من اللّه على رسوله رحمة للعباد و لطفا منه فيظهر عليهم بذلك شعار الإيمان به‌وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ‌ على الرسل و الأنبياء حسب ما يحصل لهم من اسباب العلم بإنزاله.

و اظهر الأسباب في ذلك اخبار القرآن الكريم و الرسول المصطفى به. و ذلك من الإيمان بالغيب لأنهم لم يشاهدوا آية و معجزة من أولئك الأنبياء الماضين‌وَ بِالْآخِرَةِ التي ذكرها القرآن و ما فيها و عرّفتهم أنت بذلك في بشراك و إنذارك‌هُمْ يُوقِنُونَ‌ و يرونها بإيمانهم بالغيب حق اليقين كان ذلك رأي العين. و صيغة المضارع في يوقنون تدل على ثبات اليقين و دوامه و هو الذي تظهر سيماؤه في دوام الطاعة و الرهبة من سخط اللّه و عقابه و الرغبة في رضا اللّه و ثوابه الذي اعدّه في الآخرة للصالحين. و هؤلاء المتصفون بهذه الصفات بالآخرة هم يوقنون لا من يكذبها باعتقاده و قوله. او يصورها بتكلف اعتقاده بها على خلاف ما جاءت به رسل اللّه و كتبه. او من كانت سيرته في أعماله السيئة و تفريطه في الطاعات تمثل ضعف إيمانه بالآخرة و إن غفلاته عنها في أعماله و تروكه تكاد أن تأتي على ما يتكلفه من الاعتقاد بها و العياذ باللّه.

و بعد التنويه بصفات المتقين المهتدين بالكتاب جاءت البشرى بكرامة مقامهم و ربح تجارتهم فقال اللّه في شأنهم‌

[سورة البقرة (2): آية 5]

أُولئِكَ عَلى‌ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (5)

5أُولئِكَ‌ مستقرون‌عَلى‌ هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ‌ و توفيق و تسديد إذ كانوا بإيمانهم و إقبالهم على الطاعة أهلا لذلك‌وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ‌ دون غيرهم أما في الدنيا فبراحة ما استشعروه من القناعة و تقدير النعم و شكرها و فضيلة الرضا بأمر اللّه و التسليم لحكمته و راحة الهدوء و الصلاح و حسن الأخلاق. و أما في الآخرة فبفلاح النعيم المقيم. و بمناسبة حال الكتاب في هداه مع المتقين الموصوفين و ما لهم من الاهتداء و الفلاح ذكر اللّه لرسوله حال بعض الكافرين بأنهم في تماديهم بالغيّ على الكفر و التمرّد لا يجدي معهم إنذارك و لا يؤمنون‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست