responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 55

ان الحمد هو الثناء باللفظ بالخير على فعل الجميل الاختياري إذا كان للجميل نحو مساس بالحامد و إلا فهو مدح. و أما الشكر فهو مقابلة الإحسان بنوع إحسان يتضمن الاعتراف سواء كان عملا أو قولا و لو بنحو من الاعتراف بذلك الإحسان و فضله لا مجرد الاعتراف بذات الفعل لا من حيث انه احسان و تفضل. و لا أظن قولهم الحمد للّه شكرا إلا ان شكرا مفعول لأجله نحو سبحته تعظيما. و إن فاعل الجميل من الناس إنما يستحق الحمد إذا فعله لحسنه أو لوجه اللّه و هو روح الإتيان بالفعل لحسنه «و قليل ما هم» بل لا يستحقه حتى في الظاهر إذا عرف انه لم يفعله للّه و لا لحسنه و ذلك القليل لا يستحق الحمد إلا من حيث مباشرته لفعل الجميل و اختياره له. فإن القوى التي فعل بها و الإدراك الذي عرف به حسنه و الإرشاد إلى فعل الجميل و الأعيان التي تكون محققة لاسداء الجميل هي كلها للّه و من اللّه جلت آلاؤه و لذا كان الحمد كله و بحقيقته للّه الغني المطلق جليل النعم التي لا تحصى نعماؤه و لا يخلو من عظائمها إنسان في حال من الأحوال. و جملة الحمد للّه خبرية ان كانت من كلام اللّه في تمجيده لذاته و تنويهه بجلاله جلّ شأنه و لكن‌

روى الصدوق في الفقيه من كتاب العلل للفضل بن شاذان عن الرضا (ع) ليس شي‌ء من القرآن و الكلام جمع فيه من جوامع الخير و الحكمة ما جمع في سورة الحمد و ذلك ان قوله عز و جل‌الْحَمْدُ لِلَّهِ‌ إنما هو أداء لما أوجب اللّه عز و جل من الشكر و شكر لما وفق له عبده من الخيررَبِّ الْعالَمِينَ‌ توحيد له و تحميد و اقرار بأنه هو الخالق المالك لا غيره‌الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ استعطاف و ذكر لآلائه و نعمائه على جميع خلقه‌مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‌ اقرار له بالبعث و الحساب و المجازاة الحديث.

إذن فجملة الحمد للّه إلى آخره إنما هي عن لسان العباد و تعليم لهم كيف يحمدون و يوحدون و يقرون فهي خبرية تتضمن إنشاء الحمد بانه كله و بحقيقته للّه‌ رَبِّ الْعالَمِينَ‌ الرب المالك المدبر أو المربي و العالمين جمع عالم‌الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ‌ تقدم تفسيره‌

[سورة الفاتحة (1): آية 4]

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)

مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ‌ مالك يوم القيامة و بيده أمره يتصرف فيه بعدله أو برحمته كيف يشاء و في التبيان و الكشاف و مجمع البيان أن إضافة مالك إلى يوم الدين من اضافة اسم الفاعل إلى الظرف نحو قولهم «يا سارق الليلة أهل الدار». و لا أرى حاجة ماسة إلى ما ذكروه.

و روي في التبيان و مجمع البيان مرسلا عن الباقر (ع) و القمي مسندا عن أبي عبد اللّه (ع) و اخرج ابن جرير و الحاكم و صححه مسندا عن ابن مسعود و ناس من الصحابة ان يوم الدين يوم الحساب‌

و أظن ذلك لبيان انه يوم القيامة. و في التبيان و البيان الدين الحساب و الجزاء و في‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست