السامع بما يليق بهؤلاء من ذمهم. و هذا باب من أبواب البلاغة ذكرنا
شواهده صفحة 81 و 82 ثم فرع على ما أشير اليه من خستهم في الدنيا بعاقبتهم السيئة
في الآخرة بقوله تعالىفَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفازَةٍ مِنَ الْعَذابِ فسر المفازة في التبيان و
مجمع البيان و الكشاف بالمنجاة و ذكر اللغويون في معاني الفوز النجاةوَ لَهُمْ
عَذابٌ أَلِيمٌ تأكيد في الأخبار بعذابهم و الوعيد لهم
187وَ لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَ
الْأَرْضِ
أي و ما فيها من الموجودات و ذلك يعم جميع العالموَ اللَّهُ
عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 188 إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ
اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ الذين يلتفتون بقلوبهم و
عقولهم إلى ما في ذلك من وجوه الحكم الدالة على انها من صنع الإله الحكيم الواحد
القادر و قد تقدم شيء من الإشارة إلى ذلك في الصفحة 143 و 144 و في تفسير الآية
السادسة و العشرين من هذه السورة 189الَّذِينَ صفة لأولي الألبابيَذْكُرُونَ
اللَّهَ قِياماً جمع قائم و هو حالوَ قُعُوداً جمع قاعد و هو حال ايضاوَ مضطجعينعَلى
جُنُوبِهِمْ
إلى الدائبين في ذكر اللّه في جميع أحوالهم فعن امالي المفيد و أمالي
الشيخ عنه بسند جيد
عن الباقر (ع) لا يزال العبد في صلاة ما كان في ذكر اللّه قائما او جالسا او
مضطجعا ان اللّه يقول و تلا الآية.
و في الكافي عن الباقر ايضا قال في الآية الصحيح
يصلي قائما و قعودا «أي بالقيام و القعود كالقعود بين السجدتين و للتشهد و التسليم» و
المريض يصلي جالسا و على جنوبهم المريض الذي يكون أضعف من المريض الذي يصلي جالسا
انتهى
و المراد من ذلك بيان بعض المصاديق لكن في الدر المنثور مما أخرجه
الفريابي و ابن أبي حاتم و الطبراني عن ابن مسعود في الآية إنما هذا في الصلاة إذا
لم يستطع قائما فقاعدا و إن لم يستطع قاعدا فعلى جنبيهوَ
يَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ و ما في ذلك من عجائب
الصنع و آثار القدرة و الحكم الباهرة معتبرين بذلك و موقنين انه من صنع الإله
القادر الحكيم شاهدين و معترفين للّه