الجهاد في سبيل اللّهقالُوا في التعلل و النفاق مع ان
العدو نزل بعدته و عديده بساحتهم و هو يتغيظ حنقا. و القتال معلوم بمجاري العادة و
احوال العربلَوْ نَعْلَمُ قِتالًا لَاتَّبَعْناكُمْ و كذبواهُمْ
لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ بنفاقهمأَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْإِيمانِ يَقُولُونَ بِأَفْواهِهِمْ ما
لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ من النفاق و التحيز للكفر
وَ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما يَكْتُمُونَ 165 الَّذِينَ صفة للذين نافقواقالُوا
لِإِخْوانِهِمْ أي في شأن إخوانهم بحسب القبيلة و القوميةوَ قَعَدُوا الجملة اما حالية بإضمار «قد» على رأي البصريين و الفراء
او بعدم الإضمار على رأي الكوفيين و الأخفش. و اما معطوفة بالواو التي هي لمطلق
الجمع أي قعدوا عن القتال و رجعوا من الجيش إلى المدينةلَوْ أَطاعُونا بالقعود و عدم الذهاب إلى
الحربما قُتِلُوا و قولهم هذا يرجع إلى جحودهم لكون أمر الموت او القتل بيذ اللّه و
بتقديره و قضائه بل ينسبونهما إلى اسباب يمكن دفعها و التحرز عنها. فكأنهم لا
ينظرون إلى انه كم شجاع يقذف نفسه في وطيس الحرب و لهوات الموت ثم يرجع إلى اهله
بإذن اللّه سالما. و كم من صحيح وادع في اهله قد طرقه الموت بإذن اللّه في مأمنهقُلْ يا رسول اللّه لهم في رد
زعمهم ان كان الموت مما يستدفع و يتحرز منهفَادْرَؤُا و ادفعواعَنْ
أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ في زعمكم و مغزى قولكم لو
أطاعونا ما قتلوا 166وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
أَمْواتاً
على ما يتوهم المتوهمون من بطلان ادراكهم و صيرورتهم كالجمادات. و
الخطاب صورته للرسول الأكرم و منحاه تعليم الناسبَلْ همأَحْياءٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ القادر الرحيميُرْزَقُونَ ما يتنعمون به في تلك الحياة السعيدة و العالم الحميد حال كونهم 167فَرِحِينَ بِما
آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ من النعيم و يعرفون احوال
اهل الدنيا و يسرون بصلاحهم و نجاتهم به من استحقاق العقابوَ
يَسْتَبْشِرُونَ عطف على فرحينبِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ