التي يكيدونكم بها. و القراءة المتداولة في المصاحف و بين المسلمين
حتى القراء السبعة «يعملون»
بالياء المثناة من تحت و لم تذكر بالتاء المثناة من فوق إلا عن الحسن
و أبي حاتم و مع ذلك قال في الكشاف «بما تعملون من الصبر و التقوى محيط»
117وَ إِذْ في التبيان و المجمع و
الكشاف ان العامل في «إذ، اذكر»غَدَوْتَ في النهاية الغدوّ هو أول النهار غدا يغدو غدوا. و في المصباح غدا
بمعنى انطلق. و المراد مجموع السير الواقع في أول النهار و صدرهمِنْ أَهْلِكَ و محل إقامتك. و
في المجمع انه الخروج الى احد [1] عن
ابن عباس و هو المروي عن أبي جعفر يعني الباقر (ع). و في الدر المنثور ذكر من اخرج
ذلك عن ابن عباس و من أخرجه عن عبد الرحمن بن عوف.
و هذه الآية و التي بعدها بمزاياهما و خصوصياتهما تعينان ذلكتُبَوِّئُ
الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ تبوّء المكان بمعنى استقرّ
فيه. و بوّأه المقعد أقره فيه. و جملة «تبوء»
حال من «غدوت»
لأن مجموع السير و البعد عن الأهل في أول النهار و صدره كان من
مقارناته و أحواله التبوء للقتال بأن جعل رسول اللّه (ص) مقاعد للقتال في سفح أحد
و جعله في ظهورهم. و جعل في الشعب عبد اللّه بن جبير مع خمسين من الرماة لئلا
يدهمهم المشركون من ناحيته. و أمر الرماة أن لا يبرحوا من مكانهم مهما تطورت الحرب
و عواقبهاوَ اللَّهُ سَمِيعٌ لما قيل في ذلك الغدوّ في
أمر الحرب من كلام المنافقين و كلام الرسول و المؤمنينعَلِيمٌ بالنيات و ما جرى من
الأعمال في تلك الحرب و مقدّماتها 118إِذْ هَمَّتْ
طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا الفشل هو الجبن و ضعف
القلب. و
في الدر المنثور ذكر جماعة منهم مسلم و البخاري اخرجوا عن جابر ان الطائفتين هم
بنو سلمة و بنو حارثة من الأنصار و أخرجه ابن جرير
عن ابن عباس و أرسله في مجمع البيان عن الباقر و الصادق (ع).
و في تفسير القمي نزلت في عبد اللّه بن أبيّ و قوم من أصحابه اتبعوا
رأيه في القعود عن نصرة رسول اللّه (ص). و يدفعه ان الآية تقول همت ان تفشلا و من
المعلوم ان عبد اللّه و أصحابه قد فشلوا و قعدوا و نافقوا كما يأتي حالهم من الآية
[1] احد بضم الألف و الحاء جبل على نحو
ميل من المدينة في شماليها على طريق العراق