responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 337

التي يكيدونكم بها. و القراءة المتداولة في المصاحف و بين المسلمين حتى القراء السبعة «يعملون» بالياء المثناة من تحت و لم تذكر بالتاء المثناة من فوق إلا عن الحسن و أبي حاتم و مع ذلك قال في الكشاف «بما تعملون من الصبر و التقوى محيط»

[سورة آل‌عمران [3]: الآيات 121 الى 122]

وَ إِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [121] إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَ اللَّهُ وَلِيُّهُما وَ عَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [122]

117وَ إِذْ في التبيان و المجمع و الكشاف ان العامل في «إذ، اذكر»غَدَوْتَ‌ في النهاية الغدوّ هو أول النهار غدا يغدو غدوا. و في المصباح غدا بمعنى انطلق. و المراد مجموع السير الواقع في أول النهار و صدره‌مِنْ أَهْلِكَ‌ و محل إقامتك. و

في المجمع‌ انه الخروج الى احد [1] عن ابن عباس و هو المروي عن أبي جعفر يعني الباقر (ع). و في الدر المنثور ذكر من اخرج ذلك عن ابن عباس و من أخرجه عن عبد الرحمن بن عوف.

و هذه الآية و التي بعدها بمزاياهما و خصوصياتهما تعينان ذلك‌تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقاعِدَ لِلْقِتالِ‌ تبوّء المكان بمعنى استقرّ فيه. و بوّأه المقعد أقره فيه. و جملة «تبوء» حال من «غدوت» لأن مجموع السير و البعد عن الأهل في أول النهار و صدره كان من مقارناته و أحواله التبوء للقتال بأن جعل رسول اللّه (ص) مقاعد للقتال في سفح أحد و جعله في ظهورهم. و جعل في الشعب عبد اللّه بن جبير مع خمسين من الرماة لئلا يدهمهم المشركون من ناحيته. و أمر الرماة أن لا يبرحوا من مكانهم مهما تطورت الحرب و عواقبها وَ اللَّهُ سَمِيعٌ‌ لما قيل في ذلك الغدوّ في أمر الحرب من كلام المنافقين و كلام الرسول و المؤمنين‌عَلِيمٌ‌ بالنيات و ما جرى من الأعمال في تلك الحرب و مقدّماتها 118إِذْ هَمَّتْ طائِفَتانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا الفشل هو الجبن و ضعف القلب. و

في الدر المنثور ذكر جماعة منهم مسلم و البخاري اخرجوا عن جابر ان الطائفتين هم بنو سلمة و بنو حارثة من الأنصار و أخرجه ابن جرير عن ابن عباس و أرسله في مجمع البيان عن الباقر و الصادق (ع).

و في تفسير القمي نزلت في عبد اللّه بن أبيّ و قوم من أصحابه اتبعوا رأيه في القعود عن نصرة رسول اللّه (ص). و يدفعه ان الآية تقول همت ان تفشلا و من المعلوم ان عبد اللّه و أصحابه قد فشلوا و قعدوا و نافقوا كما يأتي حالهم من الآية


[1] احد بضم الألف و الحاء جبل على نحو ميل من المدينة في شماليها على طريق العراق‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 337
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست