responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 326

و حكي على ذلك الإجماع بل يدل عليه العلم بأن وجوبهما إنما هو لتحصيل الائتمار و الانتهاء.

و على ذلك لا يجبان إلا أن يحرز إصرار المأمور على ترك المعروف و المنهي على فعل المنكر. بل ربما يصادف ذلك اهانة التائب و هي مفسدة. و مع الشك فالأصل عدم الوجوب خصوصا مع احتمال المفسدة المذكورة و لزوم الاحتراز عن الإهانة للغير إلا بحق و من أجل ذلك يتوقف الأمر و النهي على معرفة المعروف او المنكر فإن كان الجهل من حيث الشرع وجب التعلم بوجوب تعلم الأحكام الشرعية و إن كان من حيث الاشتباه الخارجي فالأصل البراءة مع لزوم الاحتراز عن اهانة الغير إلا بحق- الرابعة- أن لا تكون فيهما مفسدة من نحو ما تقدم أو ضرر يرجح الحذر منه على مصلحتها بحسب المورد الخاص. و التفصيل موكول الى كتب الفقه‌وَ أُولئِكَ‌ الواو للاستئناف و المشار إليهم هم الذين يدعون الى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر على النحو المطلوب‌

[سورة آل‌عمران (3): الآيات 105 الى 106]

وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذابَ بِما كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106)

هُمُ الْمُفْلِحُونَ 101 وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا عما يجب فيه الاجتماع مما فيه الصلاح و الفلاح‌وَ اخْتَلَفُوا بحسب أهوائهم‌مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ‌ الواضحات من أدلة الحق فتولوا عنها بضلال أهوائهم‌وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‌ و الواو يحتمل أن تكون للاستئناف و يحتمل أن تكون عاطفة على أولئك هم المفلحون. و في العطف مناسبة المقابلة و التقسيم في النظم 102يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ‌ في التبيان ما ملخصه ان العامل في «يوم» عظيم- و يجوز أن نعمل فيه الجملة في معنى يعذبون يوم. و تبعه على كلامه بحروفه في مجمع البيان. و في الكشاف نصب «أي يوم على الظرفية» بالظرف و هو «لهم» او بإضمار «اذكر» أي على انه مفعول لا ظرف و تبعه على ذلك الرازي في تفسيره.

و لكن ارتباط الآيات في النظم و ذكر ابيضاض الوجوه و اسودادهما على ترتيب الفلاح و العذاب في الآيتين المتقدمتين يناسبهما ان يكون «يوم» ظرفا لفلاح المفلحين و عاقبة المتفرقين.

و قيل ان ابيضاض الوجوه كناية عن رونق بشرها و اسودادها كناية عن حالة خزيها نحو قوله تعالى في سورة النحل 60وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى‌ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ‌ و هذا

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست