responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 321

و انقطاعه اليه ليمنعه و يحفظه بهداه و توفيقه من محاذير الضلال و اتباع الهوى و النفس الأمارة و موبقات المعاصي و الأخلاق الذميمة، و مهالك غضب اللّه، و حرمان لطفه و توفيقه و رضاه و المحقق لهذا الاعتصام بعد مخالفة الهوى و النفس الأمارة هو اتباع دلالة العقل و الفطرة و ما جاءت به رسل اللّه في معرفته مع النظر في آياته و اتباع مدلولها و الإيمان برسله و كتبه. و في حال الخطاب هو الإيمان بخاتم النبيين و قرآنه و اتباعهما فيما جاءا به و بلغه رسول اللّه حق الاتباع و من جرى على هذا الاعتصام‌فَقَدْ هُدِيَ إِلى‌ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ‌ و ان هذا الاعتصام لصراط مستقيم يؤهل العبد الى توفيق اللّه له لسلوك الصراط المستقيم‌

[سورة آل‌عمران (3): آية 102]

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)

98يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ‌ أي اتقوا غضبه و ما يخاف منه بطاعتكم له‌حَقَّ تُقاتِهِ‌ جاء في سورة البقرة 115يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ‌. و الأنعام 91 و الحج 73 و الزمر 67ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ‌. و الحج 77جاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ‌. و الحديد 27فَما رَعَوْها حَقَّ رِعايَتِها. فالمعنى ما يحق و يليق بجلاله من تقاته و يكون نصب «حق» على النيابة عن المفعول المطلق المضاف اليه لأنه من صفاته. و

في تفسير البرهان عن معاني الاخبار و محاسن البرقي في الصحيح عن الصادق (ع) يطاع فلا يعصى، و يذكر فلا ينسى، و يشكر فلا يكفر، و نحوه عن ابن شهرآشوب عن تفسير وكيع عن علي (ع)

و في الدر المنثور ذكر جماعة أخرجوه منهم الحاكم و صححه عن ابن مسعود. و أخرجه الحاكم ايضا و صححه عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه (ص) ان يطاع فلا يعصى و يذكر فلا ينسى،

و من المعلوم ان اللّه لا يكلف العبد في مفردات التكاليف بما لا يقدر عليه و لا يجمع عليه منها ما هو فوق ما يقدر عليه و لا يستطيع الإتيان بجميعه. إذن فحق تقاة العبد للّه أن يتقيه في جميع ما الزمه به أو كما ذكرت الروايات المتقدمة. و ان التكليف الذي هو لطف بالعباد لتكميلهم لا يتنازل عن هذا المقدار و الإلزام لا يتساهل فيه. نعم قد يقتضي اللطف و التيسير أو عدم القدرة و الاستطاعة من أول الأمر أن لا يكلف ببعض الأفعال او التروك و إن كانت من سنخ الواجبات. و عليه لا يكون الارتكاب لها مما ينبغي أن يتقى اللّه و يخاف من أجله.

و عن قتادة و السدي و الربيع ان قوله تعالى‌اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ‌ منسوخ بقوله تعالى في سورة التغابن 16فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ‌ كما ذكر روايته في الدر المنثور عن قتادة و الربيع. و ذكر

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 321
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست