الأثناء يذكر ما يخص النصارى. أو ان ذلك شامل لليهود باعتبار قولهمعُزَيْرٌ ابْنُ
اللَّهِتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَيُضاهِؤُنَ
قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ. كما في سورة التوبة. و
الظاهر ان المراد يضاهون قول البراهمة و البوذيين و غيرهم في نسبة الابن الى اللّه
باعتبار التنزل في الإلهية.
و ربما يكون اتخاذ الأرباب هنا على حد قوله تعالى في سورة التوبة 31اتَّخَذُوا
أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ
ففي الكافي و المحاسن عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصادق (ع) انهم أحلوا لهم
حراما و حرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لا يشعرون. و عن المحاسن
ايضا عن الصادق (ع) نحوه. و نحوه ما أخرجه الترمذي و جماعة ذكرهم في الدر المنثور
في سورة التوبة عن عدي بن حاتم عن رسول اللّه (ص) و عن جماعة ايضا عن حذيفة
و عن المحاسن و ايضا بسند فيه إرسال عن الباقر (ع) ما صلوا لهم و لا
صاموا و لكن أطاعوهم في معصية اللّه. و في الدر
المنثور ايضا اخرج ابو الشيخ و البيهقي عن حذيفة و ذكر نحوه. و عن العياشي برواياته
عن الصادق و الباقر (ع) نحو ما ذكرناه عنهما (ع).
و في مجمع البيان عن تفسير الثعلبي باسناده عن عدي بن حاتم في آية
التوبة قلت
أي لرسول اللّه انا لسنا نعبدهم فقال (ص) أليس يحرمون ما أحله
اللّه فتحرمونه و يحلون ما حرمه اللّه فتستحلونه قلت بلى قال (ص) فتلك عبادتهم.
و قيل
«كَلِمَةٍسَواءٍ» أي عادلة و ما ذكرناه ابلغ في الدعوة و اظهر في الحجة. لاستظهارها
بالالزام بما في كتبهم و اشارتها الى ان الاستواء في هذه الكلمة يشير الى انها من
أساسيات كتبهم و أوليات العقل و لباب المعقول، و بينات البداهةفَإِنْ
تَوَلَّوْا
بسوء اختيارهم و غيهم و لم يقبلوا على هذه الدعوة الوحيدة في الكرامةفَقُولُوا لهم أنت يا رسول اللّه و
المسلموناشْهَدُوا و اعلموا مما تشاهدونه من حالنا في التوحيد و اشهدوا علينا تثبيتا
لاعترافنا بالحق و انا على بصيرة من أمرنابِأَنَّا
مُسْلِمُونَ
للّه لا نحادّه بالشرك و لا نتخذ غيره ربا
[سورة آلعمران (3): آية 65]
يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ وَ ما
أُنْزِلَتِ التَّوْراةُ وَ الْإِنْجِيلُ إِلاَّ مِنْ بَعْدِهِ أَ فَلا تَعْقِلُونَ
(65)
60يا أَهْلَ الْكِتابِ لِمَ
تُحَاجُّونَ فِي إِبْراهِيمَ و يزعم اليهود انه يهودي و يزعم النصارى انه نصراني، و تتشبثون في
حجتكم الداحضة بمجرد الدعاوي المستحيلة. و الحال ان غاية التشبثات لليهودية
ترجعونها الى رسالة موسى و نزول التوراة عليه. و غاية التشبثات للنصرانية ترجعونها
الى رسالة المسيح و نزول الإنجيل فضلا عن ان الرائج من اليهودية و النصرانية إنما
هو من البدع التي حدثت بعد موسى