responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 287

بالحقّ الدائبين على ذلك. ثم التفت القرآن الى حال الذين أحسّ عيسى منهم الكفر بقوله تعالى‌

[سورة آل‌عمران (3): آية 54]

وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (54)

50وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اللَّهُ وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ‌ بعض اللغويين فسر المكر بالخديعة. و في التبيان «و المكر و ان كان قبيحا فإنما اضافه اللّه الى نفسه لمزاوجة الكلام كما قال‌فَمَنِ اعْتَدى‌ عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ‌. و الثاني ليس باعتداء و إنما هو جزاء» و نحوه في مجمع البيان. و كأنهم نظروا في ذلك الى ان الكثير من استعمال الناس للفظ المكر هو فيما يساوق استعمالهم للفظ الخديعة من الإنسان لإيصال الضرر المحرم الى غيره و بذلك يكون قبيحا. و لكن استعمال القرآن الكريم و بعض الموارد يرشد الى ان المكر هو اعمال خفية على الغير في معاملته على غفلة منه عنها. و قد جاء في القرآن الكريم منسوبا الى اللّه بدون مزاوجة كقوله تعالى في سورة الأعراف 197أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ‌ و قال اللّه هنا و في سورة الأنفال 30 وَ اللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ‌ فأطلق لفظ الماكر عليه جل شأنه و على غيره يعني الظالمين بلفظ واحد و لا يجوز استعمال اللفظ الواحد في المعنى الحقيقي و المعنى المجازي معا. و عموم المجاز يأباه المقام. و قد

ورد في الدعاء في خطاب اللّه‌ «و لا تمكر بي في حيلتك»

بدون مزاوجة. و

في نهاية اللغة «و في حديث الدعاء اللهم امكر لي و لا تمكر بي».

و اما ما أسنده ابن بابويه عن الرضا (ع) من قوله‌ ان اللّه لا يمكر و لكنه يجازي على المكر

فإن في سنده جهالة و إهمال و يمكن أن يريد نفي المكر بالمعنى الذي يساوق الخديعة لإيصال الضرر القبيح كما ذكرناه. و الا فإن عرض الرواية على ما ذكرناه من القرآن كما أمرنا به اهل البيت يوجب الوثوق بعدم صدورها عنهم عليهم السلام. هذا و لعل المراد من مكرهم ما يذكر من انهم قالوا لملكهم ان عيسى يطلب الملك لنفسه فوافقهم على صلبه و قتله. و المراد من مكر اللّه هو إلقاء شبه المسيح على غيره و رفعه الى السماء.

و في تفسير القمي مسندا عن الباقر (ع) ان المسيح قال لأصحابه أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل و يصلب و يكون معي في درجتي فقال شاب أنا يا روح اللّه فقال فأنت هوذا. و نحوه في رواية الدر المنثور مما أخرجه عبد بن حميد و النسائي و ابن أبي حاتم و ابن مردويه عن ابن عباس.

و روى عن وهب بن منبه مما أخرجه عنه عبد بن حميد و ابن جرير ان الذي القى عليه شبه المسيح‌

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 287
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست