responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 270

وجهين «أولهما» هو الإيتاء الخاص للممتاز من عباده بالصلاح و الأهلية لتكميل البشر و إصلاحهم في المعارف الدينية، و الأخلاق الفاضلة، و حسن الاجتماع، و الحصول على المستقبل الصالح السعيد. و هذا هو ملك الرسل و الأنبياء و أئمة الحق «و ثانيها» إيتائه لا بهذا النحو بل بحسب سير التقدير في العالم و اقتضاء الأسباب التي قدرها اللّه في هذا الكون نعمة في الحياة الدنيا محددا لذلك بحدود الأخلاق الكريمة و الواجبات العقلية و الشرعية و النهي عن محرماتها كما أنعم على الإنسان بالقوى ليتمتع بها في الواجب و الندب و المباح. فيستقيم على الجادة من يستقيم و يحظى من ذلك بالكمال، و حسن الجزاء. و يضل بسوء اختياره من يضل فيخسر حظه و يستوجب ما يستوجب. و لكل من إيتاء الملك و القدرة و القوى اثر و غاية تحصل عن حسن اختيار الإنسان او سوئه. ففي سورة النمل في شأن سليمان النبي في تواضعه للّه الناشئ من عصمته الاختيارية قوله في مسألة عرش بلقيس 40فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَ مَنْ شَكَرَ فَإِنَّما يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ‌ و في سورة يونس 88وَ قالَ مُوسى‌ رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَ مَلَأَهُ زِينَةً وَ أَمْوالًا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ‌ الآية اي و كانت عاقبتهم ان يضلوا عن سبيلك بسوء اختيارهم. و فصل الكلام بقوله «ربنا» لإيضاح ان المراد من اللام هي العاقبة لا التعليل و في سورة البقرة 258أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ‌ و مما ينبغي التنبيه عليه ان الشيخ في التبيان قال ان الهاء في آتاه اللّه الملك كناية عن المحاج لإبراهيم و نسب عودها الى ابراهيم الى القيل. ثم قال في‌تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ما ملخصه لا يجوز ان يعطي اللّه الملك الفاسق لقوله تعالى‌لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ‌ فكأنه نظر في هذه الآية الى الوجه الاول من وجهي إيتاء الملك و في آية البقرة الى الوجه الثاني و لعل صورة هذا التدافع نشأت من اختصار التبيان و لذا لم يقع مثله في مجمع البيان و في تفسير البرهان عن الكافي باسناده عن عبد الأعلى و عن تفسير العياشي عن داود بن فرقد جميعا عن الصادق (ع).

رواية تنزل على نظر السائل الى الوجه الاول من إيتاء الملك الذي ينبغي ان يسير من رسول اللّه الى الائمة من اهل بيته و عترته احد الثقلين‌وَ تَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ان تنزعه منه بموته‌

آلاء الرحمن فى تفسير القرآن ج‌1 320

 

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست