responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 260

و لا تجعليني كامرئ ليس همه‌

كهمي و لا يغني غنائي و مشهدي‌

و قد يترك المفعول و تذكر المتعلقات المقصودة كما تقول ذبحت بالسكين و دفعت عنك بنفسي و أغنيت في الحرب من هجماتها او من أبطالها أو من ميمنتها مثلا فتكون «من» في هذا المثال كالآية للابتداء كما عن المبرّد و بعض. و ذلك لتضمن إغناء المحذور معنى التخليص منه. و قال في الكشاف و المغني ان «من» في الآية بمعنى «بدل» اي ان أموالهم و أولادهم لا تغني عنهم بدل رحمة اللّه أقول و هذا التفسير لا يستقيم مع إبقاء الإغناء على معناه و كيف تكون رحمة اللّه مغنية عن الكافرين بمعنى اغتناء المحاذير و اكتفائها و اجتزائها بالرحمة بخلاف الأموال و الأولاد فإنهم لا يكونون كذلك بدل الرحمة. اللهم الا ان يدعى استعمال لفظ الإغناء هنا بمعنى النفع لكنه مجاز لو صح لكان محتاجا الى القرينة المفقودة هاهنا فإنّ معنى النفع غير معنى الإغناء.

تقول في مثل هذا المقام أغنيت عنه و لا تقول نفعت عنه مضافا الى ان قوله تعالى‌ لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ‌ مانع عن استعمال لفظ الإغناء بمعنى النفع لأن المتعلقات و الحروف الجارة انما هي باعتبار المعاني لا باعتبار الألفاظ. إذا عرفت هذا فقل ما شئت في تفسير صاحب المنار حيث قال و انما معنى «من» هنا البدلية اي ان أموالهم و أولادهم لن تكون لهم بدلا من اللّه تغنيهم عنه. و أقول لماذا نسي هذا المفسر ان تنزيل الآية الكريمة انما هو لن تغني عنهم لا لن تغنيهم. و اين «من» من البدلية و مثل ذلك ما حكي عن أبي عبيدة من انّ معنى «من» في الآية معنى «عند»وَ أُولئِكَ‌ اي الذين كفرواهُمْ وَقُودُ النَّارِ و سوأة لهم و سحقا

[سورة آل‌عمران (3): الآيات 11 الى 12]

كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (11) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى‌ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ (12)

9كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ‌ الدأب مصدر دأب يدأب إذا اعتاد الشي‌ء و تمادى عليه اي حال هؤلاء المذكورين و دأبهم كدأب آل فرعون اي قومه‌وَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ‌ من الأمم‌كَذَّبُوا بِآياتِنا هذا تفسير لدأبهم اي كدأب المذكورين في التكذيب‌فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ‌ استولى عليهم بالعقاب‌بِذُنُوبِهِمْ‌ اي بسببهاوَ اللَّهُ شَدِيدُ الْعِقابِ 10 قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَ تُحْشَرُونَ إِلى‌ جَهَنَّمَ وَ بِئْسَ الْمِهادُ المهاد ما يمهده الإنسان لاستراحته و عبر عن جهنم بالمهاد تهكما بهم و بسوء اختيارهم و عاقبتهم، في تفسير

اسم الکتاب : آلاء الرحمن فى تفسير القرآن المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 260
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست